التفاسير

< >
عرض

وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَـٰذَا ٱلْقُرْآنِ مِن كُلِّ مَثَلٍ لَّعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ
٢٧
قُرْآناً عَرَبِيّاً غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ
٢٨
ضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلاً رَّجُلاً فِيهِ شُرَكَآءُ مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلاً سَلَماً لِّرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلاً ٱلْحَمْدُ للَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ
٢٩
إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَّيِّتُونَ
٣٠
ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ عِندَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ
٣١
-الزمر

تفسير كتاب الله العزيز

قوله: { وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْءَانِ مِن كُلِّ مَثَلٍ لَّعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ } أي: لكي يتذكّروا، فيحذروا أن ينزل بهم ما نزل بالذين من قبلهم. قال: { قُرْءَاناً عَرَبِيّاً غَيْرَ ذِي عِوَجٍ } أي: غير ذي لبس { لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ } أي: لكي يتَّقوا.
قوله: { ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً رَّجُلاً } أي: المشرك { فِيهِ شُرَكَآءُ مُتَشَاكِسُونَ } أي: يعبد أوثاناً شتى. وهو مثل قول يوسف:
{ ءَارْبَابٌ مُّتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللهُ الْوَاحِدُ القَهَّارُ } [يوسف:39] { وَرَجُلاً سَلَماً لِّرَجُلٍ } يعني المؤمن الذي يعبد الله وحده { هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلاً } أي: إنهما لا يستويان. قال: { الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ } وهم الذين لا يؤمنون.
قوله: { إِنَّكَ } يا محمد { مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِياَمَةِ عِندَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ }.
ذكروا أنه لما نزلت هذه الآية جعل أصحاب النبي عليه السلام يقولون: وما خصومتنا فيما بيننا؟ فلما قتل عثمان بن عفان قالوا: هذه خصومتنا بيننا.
ذكروا أن علياً رضي الله عنه أي... وإلى تحبو للخصومة يوم القيامة.
ذكروا عن عمار بن ياسر قال: ادفنوني في ثيابي فإني مخاصَم غداً.
ذكروا عن عمرو بن العاص أنه قال: كفنوني في ثياب خَلِقَة فإني مخاصم غداً، ثم قال: اللَّهم لا بريئاً فأعتذر، ولا قوياً فأنتصر، غير أنك
{ لآ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ } [الأنبياء:87].
ذكروا عن أبي رجاء العطاردي وعقبة بن صهبان قالا: سمعنا الزبير بن العوّام يقول: لقد تأولت هذه الآية زماناً وما أحدّث نفسي أن أكون من أهلها، فإذا نحن المعنيّون بها:
{ وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَموُاْ مِنكُمْ خَآصَّةً } [الأنفال:25].
وفي تفسير الحسن: { عِندَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ }: يتخاصم النبي والمؤمنون والمشركون.