التفاسير

< >
عرض

لَهُم مَّا يَشَآءُونَ عِندَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ جَزَآءُ ٱلْمُحْسِنِينَ
٣٤
لِيُكَـفِّرَ ٱللَّهُ عَنْهُمْ أَسْوَأَ ٱلَّذِي عَمِلُواْ وَيَجْزِيَهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ ٱلَّذِي كَـانُواْ يَعْمَلُونَ
٣٥
أَلَيْسَ ٱللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِٱلَّذِينَ مِن دُونِهِ وَمَن يُضْـلِلِ ٱللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَـادٍ
٣٦
وَمَن يَهْدِ ٱللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّضِلٍّ أَلَيْسَ ٱللَّهُ بِعَزِيزٍ ذِي ٱنتِقَامٍ
٣٧
وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ مَّنْ خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ لَيَقُولُنَّ ٱللَّهُ قُلْ أَفَرَأَيْتُم مَّا تَدْعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ ٱللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ ٱللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّـلُ ٱلْمُتَوَكِّلُونَ
٣٨
قُلْ يٰقَوْمِ ٱعْمَلُواْ عَلَىٰ مَكَانَتِكُـمْ إِنِّي عَامِلٌ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ
٣٩
مَن يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُّقِيمٌ
٤٠
إِنَّآ أَنزَلْنَا عَلَيْكَ ٱلْكِتَابَ لِلنَّـاسِ بِٱلْحَقِّ فَـمَنِ ٱهْتَـدَىٰ فَلِنَفْسِهِ وَمَن ضَـلَّ فَإنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَآ أَنتَ عَلَيْهِم بِوَكِـيلٍ
٤١
-الزمر

تفسير كتاب الله العزيز

قال: { لَهُم مَّا يَشَآءُونَ عِندَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ جَزَآءُ الْمُحْسِنِينَ لِيُكَفِّرَ اللهُ عَنْهُم أَسْوَأَ الَّذِي عَمِلُواْ وَيَجْزِيَهُمْ أَجْرَهُم } أي ثوابهم { بِأَحْسَنِ الَّذِي كَانُواْ يَعْمَلُونَ } أي: يجزيهم الجنة.
قوله: { أَلَيْسَ اللهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ } يعني محمداً، يكفيه المشركين حتى لا يصلوا إليه، كقوله:
{ واللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ } [المائدة:67] حتى تبلّغ عن الله رسالته. { وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِن دُونِهِ } يعني الأوثان { وَمَن يُضْلِلِِ اللهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ } أي: يهديه. { وَمَن يَهْدِ اللهُ فَمَا لَهُ مِن مُّضِلٍّ } أي: لا يستطيع أحد أن يضله { أَلَيْسَ اللهُ بِعَزِيزٍ ذِي انتِقَامٍ } أي: من أعدائه، وهذا على الاستفهام، أي: بلى، وهو شديد الانتقام، ذو انتقام.
قوله: { وَلَئِن سَأَلْتَهُم } يعني المشركين { مِّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللهُ قُلْ أفَرَءَيْتُم مَّا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللهِ } يعني أوثانهم { إِن أَرَادَنِي اللهُ بِضُرٍّ } أي: بمرض { هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ } أي بعافية { هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ } أي: لا يقدرون أن يكشفن ضراً ولا يمسكن رحمة. فكيف تعبدون الأوثان من دونه وأنتم تعلمون أن الله هو الذي خلق السماوات والأرض { قُلْ حَسْبِيَ اللهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ } أي: لا رجاء غيره للصالحين.
قوله: { قُلْ يَا قَوْمِ اعْمَلُواْ عَلَى مَكَانَتِكُمْ } أي: على ناحيتكم، أي: على شرككم { إِنِّي عَامِلٌ } على ما أنا عليه من الهدى { فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ }. وهذا وعيد هوله شديد. قوله: { مَن يَأتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ } يعني عذاب الاستئصال كما أهلك من كان قبلكم بتكذيبهم رسلهم. { وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُّقِيمٌ } أي: في الآخرة.
قوله: { إِنَّآ أَنزَلْنَا عَلَيْكَ } يا محمد { الْكِتَابَ } أي القرآن { لِلنَّاسِ بِالْحَقِّ فَمَنِ اهْتَدَى فَلِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا } أي: على نفسه { وَمَآ أَنتَ عَلَيْهِم بِوَكِيلٍ } أي بحفيظ لأعمالهم حتى تجازيهم بها، إن الله هو الذي يجازيهم بها.