التفاسير

< >
عرض

وَأَنِـيبُوۤاْ إِلَىٰ رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُواْ لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ ٱلْعَذَابُ ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ
٥٤
وَٱتَّبِعُـوۤاْ أَحْسَنَ مَآ أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُـمْ مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُـمُ ٱلْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لاَ تَشْعُرُونَ
٥٥
أَن تَقُولَ نَفْسٌ يٰحَسْرَتَا عَلَىٰ مَا فَرَّطَتُ فِي جَنبِ ٱللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ ٱلسَّاخِرِينَ
٥٦
أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ ٱللَّهَ هَدَانِي لَكُـنتُ مِنَ ٱلْمُتَّقِينَ
٥٧
أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى ٱلْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَـرَّةً فَأَكُونَ مِنَ ٱلْمُحْسِنِينَ
٥٨
بَلَىٰ قَدْ جَآءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَٱسْتَكْبَرْتَ وَكُنتَ مِنَ ٱلْكَافِرِينَ
٥٩
وَيَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ تَرَى ٱلَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى ٱللَّهِ وُجُوهُهُم مُّسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْمُتَكَبِّرِينَ
٦٠
-الزمر

تفسير كتاب الله العزيز

قال الله: { وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ } أي: ارجعوا إليه، يقوله للكافرين { وَأَسْلِمُوا لَهُ } يغفر لكم ما كان في الجاهلية بعد إسلامكم { مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ } أي: فجأة { ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ }.
قوله: { وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم } وهو أن يأخذوا بما أمرهم الله به، وينتهوا عما نهاهم الله عنه. { مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ العَذَابُ بَغْتَةً } أي: فجأة { وَأَنتُمْ لاَ تَشْعُرُونَ }.
قال: { أَن تَقُولَ نَفْسٌ } [معناه خوف أن تقول نفس] { يَا حَسْرَتَى علَى مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ } تفسير مجاهد وغيره: في أمر الله. وتفسير الحسن: في ذات الله، أي: في الله. { وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ } أي: كنت أسخر في الدنيا بالنبي والمؤمنين. { أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ }.
قال: { أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ } أي: حين تدخل العذاب { لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً } أي إلى الدنيا { فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ }. أي: من المؤمنين.
قال الله: { بَلَى قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنتَ مِنَ الْكَافِرِينَ }.
قوله: { وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُم مُّسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْمُتَكَبِّرِينَ } أي: بلى، لهم فيها مثوى يثوون فيها أبداً. والمثوى: المنزل.