التفاسير

< >
عرض

إِن تَكْفُرُواْ فَإِنَّ ٱللَّهَ غَنِيٌّ عَنكُمْ وَلاَ يَرْضَىٰ لِعِبَادِهِ ٱلْكُفْرَ وَإِن تَشْكُرُواْ يَرْضَهُ لَكُمْ وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّكُمْ مَّرْجِعُكُـمْ فَيُنَبِّئُكُـمْ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ
٧
وَإِذَا مَسَّ ٱلإِنسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيباً إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِّنْهُ نَسِيَ مَا كَانَ يَدْعُوۤ إِلَيْهِ مِن قَبْلُ وَجَعَلَ لِلَّهِ أَندَاداً لِّيُضِلَّ عَن سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلاً إِنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ ٱلنَّارِ
٨
-الزمر

تفسير كتاب الله العزيز

قال: { إِن تَكْفُرُواْ فَإِنَّ اللهَ غَنِيٌّ عَنكُمْ } أي: عن عبادتكم { وَلاَ يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِن تَشْكُرُواْ } وتؤمنوا { يَرْضَهُ لَكُمْ وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى } أي لا يحمل أحد ذنب غيره، والذنب الوزر، وهو الحمل. كقوله: { وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزَارَهُمْ عَلَى ظُهُورِهِمْ } [الأنعام:31] { ثُمَّ إِلَى رَبِّكُم مَّرْجِعُكُمْ } أي: يوم القيامة { فيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ } أي: بما في الصدور.
قوله: { وَإِذَا مَسَّ الإِنسَانَ ضُرٌّ } أي: مرض { دَعَا رَبَّهُ مُنِيباً إِلَيْهِ } أي: دعاه بالإخلاص أن يكشف عنه { ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِّنْهُ } أي: عافاه من ذلك المرض. { نَسِيَ مَا كَانَ يَدْعُواْ إِلَيْهِ مِنْ قَبْلُ } وهو كقوله: { مَرَّ } أي: معرضاً
{ كَأَن لَّمْ يَدْعُنَآ إِلَى ضُرٍّ مَّسَّهُ } [يونس:12]، يعني الكافر المشرك. قال: { وَجَعَلَ لِلَّهِ أَنْدَاداً } يعني الأوثان، عدلوها بالله فعبدوها من دونه، والنّدّ العدل. { لِّيُضِلَّ عَن سَبِيلِهِ } أي: يتبعه على ذلك غيره { قُلْ } أي: قل يا محمد للمشرك { تَمَتَّعْ } في الدنيا { بِكُفْرِكَ قَلِيلاً } أي: إن بقاءك في الدنيا قليل { إِنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ }.