قوله: {إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى
إِبْرَاهِيمَ} أي: وكما أوحينا إلى إبراهيم {وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ}
وهم يوسف وإخوته الأنبياء الاثنا عشر. قال: {وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ
وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُوراً} يعني كتاباً. وكان داود بين موسى وعيسى.
قال بعضهم: ليس في الزبور حلال ولا حرام، إنما هو تمجيد وتحميد وتعظيم.
قوله: {وَرُسُلاً قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِن قَبْلُ وَرُسُلاً لَّمْ نََقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ
وَكَلَّمَ اللهُ مُوسَى تَكْلِيماً}. [أي كلاماً من غير وحي].
ذكروا عن أبي قلابة قال: " يا رسول الله: كم المرسلون؟ قال: ثلاثمائة وبضعة
عشر رجلاً جماً غفيراً. قيل: يا رسول الله، أكان آدم نبياً مكلماً أو غير مكلم؟ قال: بل كان نبياً مكلّماً " .
قوله: {رُّسُلاً مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ} أي مبشرين بالجنة ومنذرين من النار.
{لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللهُ عَزِيزاً حَكِيماً} أي عزيزاً في
نقمته، حكيماً في أمره.
قوله: {لَّكِنِ اللهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنزَلَ إِلَيْكَ} يعني القرآن {أَنزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالمَلاَئِكَةُ
يَشْهَدُونَ} أنه أنزله إليك {وَكَفَى بِاللهِ شَهِيداً}.