التفاسير

< >
عرض

فَكَيْفَ إِذَآ أَصَٰبَتْهُمْ مُّصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَآءُوكَ يَحْلِفُونَ بِٱللَّهِ إِنْ أَرَدْنَآ إِلاَّ إِحْسَٰناً وَتَوْفِيقاً
٦٢
أُولَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ يَعْلَمُ ٱللَّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُل لَّهُمْ فِيۤ أَنْفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغاً
٦٣
وَمَآ أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ لِيُطَاعَ بِإِذْنِ ٱللَّهِ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُوۤاْ أَنْفُسَهُمْ جَآءُوكَ فَٱسْتَغْفَرُواْ ٱللَّهَ وَٱسْتَغْفَرَ لَهُمُ ٱلرَّسُولُ لَوَجَدُواْ ٱللَّهَ تَوَّاباً رَّحِيماً
٦٤
-النساء

تفسير كتاب الله العزيز

قوله: { فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ }. قال الحسن: هذا كلام منقطع عما قبله وعما بعده. يقول: إذا أصابتهم مصيبة، يعني إن تباينوا بنفاقهم فيقتلهم رسول الله. وفيه إضمار. والإِضمار الذي فيه: يقول: إذا أصابتهم مصيبة لم ينجهم منها ولم يغثهم. ثم رجع إلى الكلام الأول، إلى قوله: { يَصُدُّونَ عَنكَ صُدُوداً } { ثُمَّ جَاءُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ إِحْسَاناً وَتَوْفِيقاً } [أي إن أردنا إلا الخير].
قال الله: { أُولَئِكَ الذِينَ يَعْلَمُ اللهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ } أي من النفاق { فأَعْرِضْ عَنْهُمْ } ولا تقتلهم ما أظهروا لك الإِقرار بدينك والتصديق لقولك. قال: { وَعِظْهُمْ وَقُل لَّهُمْ فِي أَنفُسِهِمْ قُوْلاً بَلِيغاً }. يعني يقول لهم: إن باينتم بنفاقكم قتلتكم؛ فهذا القول البليغ.
قوله: { وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللهِ }. قال مجاهد: أوجب الله لهم، يعني الرسل، أن يطيعهم من شاء الله [من الناس، ثم أخبر أنه] لا يطيعهم أحد إلا بإذن الله.
قوله: { وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَّلَمُوا أَنفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللهَ تَوَّاباً رَّحِيماً }.
قال الحسن:
"إن اثني عشر رجلاً من المنافقين اجتمعوا على أمر من النفاق، وائتمروا به فيما بينهم، فأتى جبريل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره بذلك. وقد دخلوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم [فقال رسول الله]:إن اثني عشر رجلاً من المنافقين قد أجمعوا على أمر من النفاق، فليقم أولئك، فليستغفروا ربهم، وليعترفوا بذنوبهم حتى أشفع لهم. فجعلوا لا يقومون؛ فقال رسول الله: ألا يقومون؟ ألا يقومون؟ مراراً، ثم قال: قم يا فلان، وأنت يا فلان، وأنت يا فلان. فقالوا: يا رسول الله، نحن نستغفر رسول الله، ونتوب إليه، فاشفع لنا. فقال: آلآن؟ لأنا كنت أول مرة أطيب نفساً بالشفاعة، وكان الله أسرع بالإِجابة، اخرجوا عني، فأخرجهم من عنده حتى لم يرهم " .