قال: {وَاللَّهُ يَقْضِي بِالْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ} يعني أوثانهم {لاَ يَقْضُونَ بِشَيْءٍ إِنَّ اللَّهَ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} أي: لا أسمع منه ولا أبصر.
قوله: {أَوَ لَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ كَانُوا مِن قَبْلِهِمْ كَانُوا هُمْ أَشَدَّ مِنْهُمْ} أي: من مشركي العرب {قُوَّةً} أي بطشاً {وَآثَارًا فِي الأَرْضِ}
يعني آثار من مضى مما عملوا من المدائن وغيرها من آثارهم {فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ} أي: بشركهم وتكذيبهم رسلهم فأهلكهم بالعذاب {وَمَا كَانَ لَهُم مِّنَ اللَّهِ مِن وَاقٍ} يقيهم من عذاب الله.
قال: {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانَت تَّأْتِيهِمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَكَفَرُوا} بالله
{فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ} بالعذاب {إِنَّهُ قَوِيٌّ شَدِيدُ الْعِقَابِ} إذا عاقب.
قوله: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُّبِينٍ} أي: وبحجة بينة {إِلَى فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَقَارُونَ فَقَالُوا سَاحِرٌ كَذَّابٌ} يعنون موسى.
{فَلَمَّا جَاءهُم} أي: موسى {بِالْحَقِّ مِنْ عِندِنَا قَالُوا اقْتُلُوا أَبْنَاء الَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ} أي: الذين صدقوه {وَاسْتَحْيُوا نِسَاءهُمْ} فلا تقتلوهن. قال الله: {وَمَا كَيْدُ الْكَافِرِينَ} يعني المشركين {إِلاَّ فِي ضَلاَلٍ} أي: يذهب فلا يكون شيئاً، أي: في
العاقبة.
{وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى} يقوله لأصحابه؛ أي: [خلوا بيني وبينه
فأقتله، ولم يخف أن يمنع منه] {وَلْيَدْعُ رَبَّهُ} أي: وليستعن به، إن ربه لا يغني
عنه شيئاً. فقالوا له: لا تقتله، فإنما هو ساحر، فإنك إن قتلته أدخلت على الناس
الشبهة، ولكن أرجه، احبسه وأخاه.
قال: {إِنِّي أَخَافُ أَن يُبَدِّلَ دِينَكُمْ}. قال الحسن: كانوا عبدة أوثان. {أَوْ أَن يُظْهِرَ فِي الأَرْضِ} [يعني أرض مصر] {الْفَسَادَ} فيظهر خلاف دينكم. قال
بعضهم: يقتل أبناءكم كما قتلتم أبناءهم.