التفاسير

< >
عرض

وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى ٱلأَرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَآ أَنزَلْنَا عَلَيْهَا ٱلْمَآءَ ٱهْتَزَّتْ وَرَبَتْ إِنَّ ٱلَّذِيۤ أَحْيَاهَا لَمُحْىِ ٱلْمَوْتَىٰ إِنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
٣٩
إِنَّ ٱلَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِيۤ آيَاتِنَا لاَ يَخْفَوْنَ عَلَيْنَآ أَفَمَن يُلْقَىٰ فِي ٱلنَّارِ خَيْرٌ أَم مَّن يَأْتِيۤ آمِناً يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ ٱعْمَلُواْ مَا شِئْتُمْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ
٤٠
-فصلت

تفسير كتاب الله العزيز

قوله: { وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الأَرْضَ خَاشِعَةً } أي هامدة متهشمة وتفسير الحسن: ميّتة، وهو واحد. قال: { فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ } بالمطر { وَرَبَتْ } { اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ } فيها تقديم وتأخير. (وَرَبَتْ): انتفخت للنبات (وَاهْتَزَّتْ): أي بنباتها إذا أنبتت.
قال: { إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِي الْمَوْتَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } وهذا مثل للبعث.
قوله: { إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آيَاتِنَا } والإلحاد الشرك، أي: يعبدون الأوثان من دون الله. وقال بعضهم: الإلحاد أن يصف الله بغير صفته.
وقال الكلبي: (يُلْحِدُونَ) يعني: يميلون إلى غير الحق. وهو أيضاً الشرك.
وقال: { لاَ يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا } أي: نحن نعلم ما يعملون وما يلحدون وسنجزيهم بأعمالهم وإلحادهم.
قال: { أَفَمَن يُلْقَى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَم مَّن يَأْتِي آمِنًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ } أي: إن الذي يأتى آمناً خير. قال: { اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ }. وهذا وعيد. كقوله في سورة الكهف:
{ فَمَن شَآءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَآءَ فَلْيَكْفُرْ } وهذا وعيد أيضاً. وأخبر بما للمؤمنين وما للكافرين فقال: { إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا } ... إلى آخر الآية. وقال: { إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لاَ نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً أُوْلَئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الأَنْهَارُ } إلى آخر الآية. [الكهف: 29-30-31].