التفاسير

< >
عرض

وَمَا تَفَرَّقُوۤاْ إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَآءَهُمُ ٱلْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ وَلَوْلاَ كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى لَّقُضِيَ بِيْنَهُمْ وَإِنَّ ٱلَّذِينَ أُورِثُواْ ٱلْكِتَابَ مِن بَعْدِهِمْ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مُرِيبٍ
١٤
-الشورى

تفسير كتاب الله العزيز

قوله: { وَمَا تَفَرَّقُوا } يعني أهل الكتاب { إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ } [أي: حسداً فيما بينهم]؛ أرادوا الدنيا ورخاءها فغيّروا كتابهم فأحلّوا فيه ما شاءوا وحرّموا ما شاءوا، فترأَّسُوا على الناس يستأكلونهم، فاتبعوهم على ذلك؛ كقوله: { اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ } [التوبة:31] أي: يُحِلّون لهم ما حرّم الله عليهم فيستحلّونه، ويُحرِّمون ما أحلَّ الله فيُحرّمونه.
قوله: { وَلَوْلاَ كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى } أي: إلى القيامة { لَّقُضِيَ بَيْنَهُمْ }. وقد فسَّرناه في الآية الأولى قبلها. قال: { وَإِنَّ الَّذِينَ أُورِثُوا الْكِتَابَ مِن بَعْدِهِمْ } يعني اليهود والنصارى من بعد أوائلهم { لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ } أي: من القرآن { مُرِيبٍ } أي: من الريبة. وقال الكلبي: يعني مشركي العرب.