التفاسير

< >
عرض

وَٱلَّذِي خَلَقَ ٱلأَزْوَاجَ كُلَّهَا وَجَعَلَ لَكُمْ مِّنَ ٱلْفُلْكِ وَٱلأَنْعَامِ مَا تَرْكَبُونَ
١٢
لِتَسْتَوُواْ عَلَىٰ ظُهُورِهِ ثُمَّ تَذْكُرُواْ نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا ٱسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ وَتَقُولُواْ سُبْحَانَ ٱلَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَـٰذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ
١٣
وَإِنَّآ إِلَىٰ رَبِّنَا لَمُنقَلِبُونَ
١٤
-الزخرف

تفسير كتاب الله العزيز

قال: { وَالَّذِي خَلَقَ الأَزْوَاجَ كُلَّهَا } تفسير الحسن: الشتاء والصيف، والليل والنهار، والسماء والأرض، وكل اثنين منها زَوج. قال: { وَجَعَلَ لَكُم } أي: وخلق لكم { مِّنَ الْفُلْكِ وَالأَنْعَامِ مَا تَرْكَبُونَ لِتَسْتَوُوا عَلَى ظُهُورِهِ } أي: ظهور ما سخر لكم أن تركبوه { ثُمَّ تَذْكُرُوا نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا اسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ وَتَقُولُوا سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ } أي: مطيقين. { وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنقَلِبُونَ }.
ذكروا عن الحسن أنه كان يقول: الحمد لله الذي هدانا للإسلام، وعلّمنا القرآن، ومنّ علينا بمحمّد عليه السلام، ويقول: { سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ } لولا أن الله سخّره لنا.
ذكروا عن ابن عمر
"أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا سافر ركب راحلته فكبر ثلاثاً ثم قال: { سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنقَلِبُونَ } اللَّهُمَّ إِني أسألك في سفري هذا البرّ والتقوى، ومن العمل ما ترضى، اللهم اصحبنا في سفرنا، واخلفنا في أهلنا. اللهم هوّن علينا السفر، واطْوِ لنا بُعْدَ الأرض. اللهم أنت الصاحب في السفر والحضر، والخليفة في الأهل" .
ذكروا عن أبي هريرة "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول أحياناً إذا قرب راحلته ليركب، وأحياناً إذا ركب راحلته: بسم الله، اللهم ازو لنا الأرض وهوّن علينا السفر. اللهم أنت الصاحب في السفر والخليفة في الأهل. اللهم إنا نعوذ بك من وعثاء السفر وكآبة المنقلب وسوء المنظر في الأهل والولد والمال" .
وقال بعضهم: قد بيّن الله لكم ما تقولون إذا ركبتم في البرّ، وما تقولون إذا ركبتم في البحر. إذا ركبتم في البرّ قلتم: { سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنقَلِبُونَ }، وإذا ركبتم في البحر قلتم: { بِسْمِ اللّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ } [هود:41].