التفاسير

< >
عرض

هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ ٱلسَّاعَةَ أَن تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ
٦٦
ٱلأَخِلاَّءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلاَّ ٱلْمُتَّقِينَ
٦٧
يٰعِبَادِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْكُمُ ٱلْيَوْمَ وَلاَ أَنتُمْ تَحْزَنُونَ
٦٨
ٱلَّذِينَ آمَنُواْ بِآيَاتِنَا وَكَانُواْ مُسْلِمِينَ
٦٩
ٱدْخُلُواْ ٱلْجَنَّةَ أَنتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ
٧٠
يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِصِحَافٍ مِّن ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ ٱلأَنْفُسُ وَتَلَذُّ ٱلأَعْيُنُ وَأَنتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ
٧١
-الزخرف

تفسير كتاب الله العزيز

قوله عز وجل: { هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ السَّاعَةَ أَن تَأْتِيَهُم بَغْتَةً } أي: فجأة { وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ }.
قال: { الأَخِلاَّء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلاَّ الْمُتَّقِينَ } الإخلاء من باب الخلال، الواحد خليل، والجماعة أخلاء. [استثنى من الأَخِلاَّء المتقين فقال: إلا المتقين منهم فإنهم ليسوا بأعداء بعضهم لبعض].
قوله: { يَا عِبَادِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ } يقوله يوم القيامة { وَلاَ أَنتُمْ تَحْزَنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا مُسْلِمِينَ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ } تفسير الكلبي: تكرمون. وتفسير الحسن: تفرحون.
قال: { يُطَافُ عَلَيْهِم بِصِحَافٍ مِّن ذَهَبٍ } أي: يغدى عليم بها، في كل واحدة منها لون ليس في صاحبتها، يأكل من أخراها كما يأكل من أولها، ويجد طعم آخرها كما يجد طعم أولها، لا يشبه بعضها بعضاً، ويراح عليهم بمثلها. ويطوف على أرفعهم درجة كل يوم سبعمائة ألف غلام، مع كل غلام صحفة من ذهب فيها لون من الطعام ليس في صاحبتها، يأكل من آخرها كما يأكل من أولها، ويجد طعم أولها كما يجد طعم آخرها، ولا يشبه بعضه بعضاً.
قال: { وَأَكْوَابٍ } والكوب المدوّر، القصير العنق، القصير العروة، والإبريق المستطيل، الطويل العنق، الطويل العروة.
قال: { وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنفُسُ } أي: ما خطر على بالهم شيء أتاهم من غير أن يدعوه، وإن أحدهم ليكون الطعام في فيه فيخطر على باله طعام آخر فيتحول ذلك الطعام في فيه. قال: { وَتَلَذُّ الأَعْيُنُ }.
ذكروا أن كعباً قال: إن الملك يأتي من عند الله إلى ولي الله فيستأذن عليه فيقول ولي الله: ائذنوا له، فيؤذن له، حتى ينتهي إليه وبين اصبعه سبعون حلة خير من الدنيا وما فيها، فينظر ولي الله فيقول: لقد أعطاني الله ما اشتهت نفسي ولذت عيني، ما رأيت في الجنة مثل هذا، فيقول له الملك: أبشر، كان يكون لكل مثل هذا إن اشتهيت، فيقول: نعم. فيقول الملك لمن حوله من الشجر: أنا رسول ربي إليكن، لتعطوا فلاناً مثل هذا إذا شاء. فما يمد يده إلى مثلها إلا أخذها.
ذكروا عن أبي هريرة قال: دار المؤمن مجوَّفة، في وسطها شجرة تنبت الحلل، ويمسك بين أصبعين من أصابعه سبعين حلة منظومة باللؤلؤ والمرجان.
قال: { وَأَنتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ } أي: لا تموتون ولا تخرجون منها.