التفاسير

< >
عرض

وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَـٰكِن كَانُواْ هُمُ ٱلظَّالِمِينَ
٧٦
وَنَادَوْاْ يٰمَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُمْ مَّاكِثُونَ
٧٧
لَقَدْ جِئْنَاكُم بِٱلْحَقِّ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ
٧٨
أَمْ أَبْرَمُوۤاْ أَمْراً فَإِنَّا مُبْرِمُونَ
٧٩
أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لاَ نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُم بَلَىٰ وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ
٨٠
-الزخرف

تفسير كتاب الله العزيز

قال: { وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ } [يعني كفار الأمم كلها فيعذبهم في الآخرة بغير ذنب] { وَلَكِن كَانُوا هُمُ الظَّالِمِينَ } أي لأنفسهم بكفرهم.
{ وَنَادَوْا يَا مَالِكُ } ولمالك خازن النار أعوان من الملائكة. وخزنة النار تسعة عشر، أحدهم مالك، وهو رأسهم. { لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُم مَّاكِثُونَ }. وذلك أنهم يدعون مالكاً فلا يجيبهم مقدار أربعين عاماً ثم يجيبهم { إِنَّكُم مَّاكِثُونَ }. ثم يدعون ربهم فيذرهم مقدار عمر الدنيا مرتين، ثم يجيبهم
{ قَالَ اخْسَؤُوا فِيهَا وَلاَ تُكَلِّمُونِ } [المؤمنون:108] فأيسوا بعدها، فما نبس القوم بعدها بكلمة، ما كان إلا الزفير والشهيق. شبه أصواتهم بأصوات الحمير، أوله زفير وآخره شهيق.
قوله: { لَقَدْ جِئْنَاكُم بِالْحَقِّ } أي: بالقرآن، يقوله للأحياء، وانقطع كلام أهل النار: { وَلَكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ } يعني من لم يؤمن.
قال: { أَمْ أَبْرَمُوا أَمْرًا } أي: كادوا كيداً بمحمد { فَإِنَّا مُبْرِمُونَ } أي: فإنا كائدون. وذلك ما كانوا اجتمعوا له في دار الندوة في أمر النبي صلى الله عليه وسلم في قوله:
{ وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ } [الأنفال:30]. وقد فسّرنا ذلك في سورة الأنفال.
قوله: { فَإِنَّا مُبْرِمُونَ } أي: فإنا كائدون لهم بالعذاب. قال مجاهد: فإنا مجمعون.
قال: { أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لاَ نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُم } أي: ما كانوا يتناجون فيه من أمر النبي عليه السلام. { بَلَى وَرُسُلُنَا } يعني الحفظة { لَدَيْهِمْ } أي: عندهم { يَكْتُبُونَ } أي: يكتبون عليهم أعمالهم.