التفاسير

< >
عرض

إِنَّ ٱلْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ
٥١
فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ
٥٢
يَلْبَسُونَ مِن سُندُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُّتَقَابِلِينَ
٥٣
كَذَلِكَ وَزَوَّجْنَاهُم بِحُورٍ عِينٍ
٥٤
يَدْعُونَ فِيهَا بِكلِّ فَاكِهَةٍ آمِنِينَ
٥٥
لاَ يَذُوقُونَ فِيهَا ٱلْمَوْتَ إِلاَّ ٱلْمَوْتَةَ ٱلأُولَىٰ وَوَقَاهُمْ عَذَابَ ٱلْجَحِيمِ
٥٦
فَضْلاً مِّن رَّبِّكَ ذَلِكَ هُوَ ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِيمُ
٥٧
-الدخان

تفسير كتاب الله العزيز

قال: { إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ } أي: في منزل { أَمِينٍ } أي: هم آمنون فيه من الغير. { فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ يَلْبَسُونَ مِن سُندُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ }.
ذكروا عن عكرمة قال: أما السندس فقد عرفتموه، وأما الإستبرق فالديباج الغليظ. قال بعضهم: السندس يعمل بسوس العراق، وهو الخز المرقوم. وتفسير الحسن أنهما جميعاً حرير. قال: يعني
{ وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ } [الحج:23].
قال: { مُّتَقَابِلِينَ } قال بعضهم: لاينظر بعضهم إلى قفا بعض. وتفسير الحسن أنهم يقابل بعضهم بعضاً على الأسرة. وبعضهم يقول: ذلك في الزيارة إذا تزاوروا.
{ كَذَلِكَ } أي: هكذا { وَزَوَّجْنَاهُم بِحُورٍ عِينٍ } تفسيره: كذلك حكم الله لأهل الجنة بهذا. قوله: { بِحُورٍ عِينٍ }، وهي كلمة عربية. تزوج فلان فلانة، وفلانة فلاناً. و (الحُورُ) البيض في تفسير بعضهم. [و (العِينُ) عظام العيون]. وتفسير مجاهد: (الحُورُ) اللاتي يحار فيهن البصر، وينظر الناظر وجهه في جيدها.
قال: { يَدْعُونَ فِيهَا بِكُلِّ فَاكِهَةٍ } أي يأتيهم ما يشتهون منها { آمِنِينَ } أي: من الموت.
{ لاَ يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلاَّ الْمَوْتَةَ الأُولَى } وليس ثمة موتة إلا هذه الموتة الواحدة في الدنيا. وهو كقوله:
{ وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عَاداً الأُولَى } [النجم:50]، ولم يكن قبلها عاد.
قال: { وَوَقَاهُمْ } أي: وصرف عنهم { عَذَابَ الْجَحِيمِ فَضْلاَ مِّن رَّبِّكَ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ } أي النجاة العظيمة من النار إلى الجنة.