التفاسير

< >
عرض

وَآتَيْنَاهُم بَيِّنَاتٍ مِّنَ ٱلأَمْرِ فَمَا ٱخْتَلَفُوۤاْ إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَآءَهُمُ ٱلْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُواْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ
١٧
ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَىٰ شَرِيعَةٍ مِّنَ ٱلأَمْرِ فَٱتَّبِعْهَا وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَآءَ ٱلَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ
١٨
إِنَّهُمْ لَن يُغْنُواْ عَنكَ مِنَ ٱللَّهِ شَيْئاً وَإِنَّ ٱلظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَآءُ بَعْضٍ وَٱللَّهُ وَلِيُّ ٱلْمُتَّقِينَ
١٩
-الجاثية

تفسير كتاب الله العزيز

قال: { وَآتَيْنَاهُم بَيِّنَاتٍ مِّنَ الأَمْرِ فَمَا اخْتَلَفُوا إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمْ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ } أي: إنهم أرادوا الدنيا ورخاءها، فغيروا كتابهم، فأحلوا فيه ما شاءوا، وحرموا فيه ما شاءوا، فترأسوا على الناس ليستأكلوهم، واتبعوهم على ذلك. كقوله: { اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ } [التوبة:31] أي: يحلون لهم ما حرم الله عليهم فيستحلونه، ويحرمون عليهم ما أحلّ الله لهم فيحرمونه.
قال: { إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ } فيكون قضاؤه فيهم أن يدخل المؤمنين منهم الذين يتمسكون بدينهم الجنة، ويدخل الكافرين منهم النار.
قوله عز وجل: { ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِّنَ الأَمْرِ } تفسير الحسن: الشريعة: الفريضة. وقال الكلبي: { عَلَى شَرِيعَةٍ } أي: على سنة. قال: { فَاتَّبِعْهَا وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاء الَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ } يعني المشركين، قال: أهواؤهم الشرك.
قال: { إِنَّهُمْ لَن يُغْنُوا عَنكَ مِنَ اللَّهِ شَيئًا } أي إن اتبعت أهواءهم عذبتك، وإن عذبتك فإنهم لن يغنوا عنك من الله شيئاً. وقد عصمه من ذلك، وإنما أمره أن يثبت على ما هو عليه.
قال: { وإِنَّ الظَّالِمِينَ } يعني المشركين { بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ } أي في الجنة الدنيا، وهم أعداء في الآخرة، يتبرأ بعضهم من بعض ويلعن بعضهم بعضاً قال: { وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ } يعني المؤمنين.