التفاسير

< >
عرض

وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لِلَّذِينَ آمَنُواْ لَوْ كَانَ خَيْراً مَّا سَبَقُونَآ إِلَيْهِ وَإِذْ لَمْ يَهْتَدُواْ بِهِ فَسَيَقُولُونَ هَـٰذَآ إِفْكٌ قَدِيمٌ
١١
-الأحقاف

تفسير كتاب الله العزيز

قوله: { وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا لَوْ كَانَ خَيْرًا مَّا سَبَقُونَا إِلَيْهِ } ذكروا عن أبي المتوكل الناجي قال: كان أول إسلام أبي ذر أنه جاء يطلب النبي صلى الله عليه وسلم، فكان في أستار الكعبة خسمة عشر يوماً يخرج بالليل، يطوف بالبيت، ويشرب من ماء زمزم، ليس له طعام ولا شراب غيره. فبينما هو كذلك إذا نبي الله ذات ليلة ومعه أبو بكر، فرآهما فعرف النبي بالنعت. فعرض النبي عليه السلام الإسلام فأسلم. فقال له النبي عليه السلام: اذهب فادع قومك، فذهب، فلقى زعيماً لهم كانوا يأتمرون به ولا يعصونه فيا لأمر إذا أمرهم. فقال له أبو ذر: إين تركت الظهر بمكة غالياً، فاجلب إليها ظهراً فإنك تصيب به بمنى. فجلب إليها ظهراً فأصاب به بمنى. فلقيه نبي الله عليه السلام، فعرض عليه الإسلام فأسلم. ثم قال له النبي عليه السلام: اذهب فادع لي قومك فأتاهم فقال: يا قوم، أطيعوني هذه المرة ثم اعصوني. فقالوا: وما ذلك؟ قال: أسلموا تدن لكم العجم، وتعترف لكم العرب، فتفرقوا ونفروا عنه، وقالوا: ما كنا نراك تقول لنا هذا.
ثم تلاوموا بينهم وتراجعوا، ثم قالوا: أليس صاحبنا الذي عرفنا يمنه وحسن رأيه في الأمر إذا أمرنا، فما لنا هذه المرة؟ فرجعوا إليه فقالوا: ما هذا الذي تعرض علينا؟ فقال: أسلموا تدن لكم العجم وتعترف لكم العرب، فأسلموا. فبلغ ذلك قريشاً فقالوا: إن غفاراً لحلفاء، فلو كان هذا خيراً ما سبقونا إليه، فأنزل الله في ذلك: { وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا لَوْ كَانَ خَيْرًا مَّا سَبَقُونَا إِلَيْهِ }.
قال الله عز وجل: { وَإِذْ لَمْ يَهْتَدُوا بِهِ } أي: بالقرآن { فَسَيَقُولُونَ هَذَا إِفْكٌ قَدِيمٌ }.