التفاسير

< >
عرض

فَٱعْلَمْ أَنَّهُ لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ ٱللَّهُ وَٱسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَٱلْمُؤْمِنَاتِ وَٱللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ
١٩
وَيَقُولُ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لَوْلاَ نُزِّلَتْ سُورَةٌ فَإِذَآ أُنزِلَتْ سُورَةٌ مُّحْكَمَةٌ وَذُكِرَ فِيهَا ٱلْقِتَالُ رَأَيْتَ ٱلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَّرَضٌ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ نَظَرَ ٱلْمَغْشِيِّ عَلَيْهِ مِنَ ٱلْمَوْتِ فَأَوْلَىٰ لَهُمْ
٢٠
طَاعَةٌ وَقَوْلٌ مَّعْرُوفٌ فَإِذَا عَزَمَ ٱلأَمْرُ فَلَوْ صَدَقُواْ ٱللَّهَ لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ
٢١
-محمد

تفسير كتاب الله العزيز

قال: { فَاعْلَمْ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ } أي: في الدنيا { وَمَثْوَاكُمْ } إذا صرتم إليه. والمثوى المنزل الذي يثوون فيه، أي: لا يزولون عنه.
قوله عزّ وجلّ: { وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا لَوْلاَ } أي: هلاّ { نُزِّلَتْ سُورَةٌ فَإِذَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ مُّحْكَمَةٌ } والمحكمة المفروضة { وَذُكِرَ فِيهَا الْقِتَالُ } وهي كل سورة فرض فيها القتال، أي أُمِرَ به { رَأَيْتَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ } يعني المنافقين { يَنظُرُونَ إِلَيْكَ نَظَرَ الْمَغْشِيِّ عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ } أي: خوفاً منه وكراهية للقتال. كقوله:
{ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ } [المنافقون:4].
قال: { فَأَوْلَى لَهُمْ } وهذا وعيد من الله لهم: ثم انقطع الكلام. ثم قال: { طَاعَةٌ } أي: طاعة لله ورسوله { وَقَوْلٌ مَّعْرُوفٌ } أي: خير لهم مما هم عليه من النفاق.
قال: { فَإِذَا عَزَمَ الأَمْرُ } أي: بالجهاد في سبيل الله { فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ } فكان عزمهم في الجهاد صدقاً { لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ } يعني به المنافقين.