قوله عز وجل: { قُل لِّلْمُخَلَّفِينَ مِنَ الأَعْرَابِ سَتُدْعَوْنَ إِلَى قَوْمٍ أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ } والبأس القتال؛ أي: يدعوهم المسلمون بعد النبي عليه السلام.
{ تُقَاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ } أي: تقاتلونهم على الإسلام. قال الحسن: هم فارس.
وهو تفسير مجاهد. وقال بعضهم: هم أهل اليمامة. وقال بعضهم: هوازن.
قال تعالى: { فَإِن تُطِيعُوا يُؤْتِكُمُ اللَّهُ أَجْرًا حَسَنًا وَإِن تَتَوَلَّوْا } أي: عن القتال
{ كَمَا تَوَلَّيْتُم مِّن قَبْلُ } أي: عن محمد عليه السلام { يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا } قال
الكلبي: يوم الحديبية.
وعذر الله عن ذلك أهل الزمانة فقال: { لَيْسَ عَلَى الأَعْمَى حَرَجٌ وَلاَ عَلَى الأَعْرَجِ حَرَجٌ } أن يتخلفوا عن الغزو. { وَلاَ عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ } فصارت
رخصة لهم ألا يغزوا فوضع عنهم الجهاد.
ذكر الحسن عن عائشة أنها سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم: هل على النساء جهاد؟ قال:
"نعم، جهاد لا قتال فيه: الحج والعمرة" .
قال: { وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ وَمَن يَتَوَلَّ } أي: عن الوفاء لله بما أقرّ به { يُعَذِّبْهُ عَذَابًا أَلِيمًا } أي: موجعاً.