التفاسير

< >
عرض

قُل لِّلْمُخَلَّفِينَ مِنَ ٱلأَعْرَابِ سَتُدْعَوْنَ إِلَىٰ قَوْمٍ أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ تُقَاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ فَإِن تُطِيعُواْ يُؤْتِكُمُ ٱللَّهُ أَجْراً حَسَناً وَإِن تَتَوَلَّوْاْ كَمَا تَوَلَّيْتُمْ مِّن قَبْلُ يُعَذِّبْكُمْ عَذَاباً أَلِيماً
١٦
لَّيْسَ عَلَى ٱلأَعْمَىٰ حَرَجٌ وَلاَ عَلَى ٱلأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلاَ عَلَى ٱلْمَرِيضِ حَرَجٌ وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّٰتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَٰرُ وَمَن يَتَوَلَّ يُعَذِّبْهُ عَذَاباً أَلِيماً
١٧
-الفتح

تفسير كتاب الله العزيز

قوله عز وجل: { قُل لِّلْمُخَلَّفِينَ مِنَ الأَعْرَابِ سَتُدْعَوْنَ إِلَى قَوْمٍ أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ } والبأس القتال؛ أي: يدعوهم المسلمون بعد النبي عليه السلام. { تُقَاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ } أي: تقاتلونهم على الإسلام. قال الحسن: هم فارس. وهو تفسير مجاهد. وقال بعضهم: هم أهل اليمامة. وقال بعضهم: هوازن.
قال تعالى: { فَإِن تُطِيعُوا يُؤْتِكُمُ اللَّهُ أَجْرًا حَسَنًا وَإِن تَتَوَلَّوْا } أي: عن القتال { كَمَا تَوَلَّيْتُم مِّن قَبْلُ } أي: عن محمد عليه السلام { يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا } قال الكلبي: يوم الحديبية.
وعذر الله عن ذلك أهل الزمانة فقال: { لَيْسَ عَلَى الأَعْمَى حَرَجٌ وَلاَ عَلَى الأَعْرَجِ حَرَجٌ } أن يتخلفوا عن الغزو. { وَلاَ عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ } فصارت رخصة لهم ألا يغزوا فوضع عنهم الجهاد.
ذكر الحسن عن عائشة أنها سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم: هل على النساء جهاد؟ قال:
"نعم، جهاد لا قتال فيه: الحج والعمرة" .
قال: { وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ وَمَن يَتَوَلَّ } أي: عن الوفاء لله بما أقرّ به { يُعَذِّبْهُ عَذَابًا أَلِيمًا } أي: موجعاً.