{ مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلاَّ مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَن اعْبُدُوا اللهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً مَّا
دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي } وهذه وفاة الرفع إلى السماء { كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ }
أي الحفيظ عليهم { وَأَنتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ }.
{ إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ } أي: فبإقامتهم على كفرهم { وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ }
فَبِتَوْبَةٍ كانت منهم { فَإِنَّكَ أَنتَ العَزِيزُ الحَكِيمُ }.
{ قَالَ اللهُ هَذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ } والصادقون هاهنا هم النبيون.
{ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ } أي: أنهم قد بلغوا الرسالة. وهي تقرأ على وجه آخر: هذا
يومٌ، منونة، يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ { لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ } وقد
فسّرنا الأنهار في غير هذا الموضع. { خَالِدِينَ فِيهَا } لا يموتون ولا يخرجون منها.
{ رَّضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ } أي الثواب. { ذَلِكَ الفَوْزُ العَظِيمُ }. قال
بعضهم: فازوا من النار إلى الجنة. وقال الحسن: الفوز العظيم: النجاة العظيمة.
{ لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا فِيهِنَّ } [أي وملك ما فيهن] { وَهُوَ عَلَى
كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }.