قوله: { لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللهَ هُوَ المَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَن يَمْلِكُ مِنَ اللهِ
شَيْئاً إِنْ أَرَادَ أَن يُهْلِكَ المَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَن فِي الأَرْضِ جَمِيعاً } يحتج
عليهم بما يعرفون. قال: { وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ
وَاللهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }.
قوله: { وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ } قالت اليهود لأنفسها،
وقالت النصارى لأنفسها، وقال الحسن: يقولون: قربنا من الله وحبُّه إيانا كقرب الولد
من والده وكحب الوالد ولدَه، ليس على حدّ ما قالت النصارى لعيسى. قال الله للنبي
عليه السلام: { قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُم بِذُنُوبِكُم } فيجعل منكم القردة والخنازير؛ لو كان
لكم هذا القرب وهذه المحبة ما عذّبكم أبداً.
وقال الكلبي: إنهم يقرون أن الله معذبهم عدد الأيام التي عبدوا فيها العجل،
وليس يقرون بما وراء ذلك، فاحتج عليهم بما يقرّون به.
قوله { بَلْ أَنتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَن يَشَآءُ } أي: المؤمنين { وَيُعَذِّبُ مَن يَشَآءُ } أي: الكافرين { وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَإِلَيْهِ المَصِيرُ } أي المرجع.