التفاسير

< >
عرض

كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَأَصْحَابُ ٱلرَّسِّ وَثَمُودُ
١٢
وَعَادٌ وَفِرْعَوْنُ وَإِخْوَانُ لُوطٍ
١٣
وَأَصْحَابُ ٱلأَيْكَةِ وَقَوْمُ تُّبَّعٍ كُلٌّ كَذَّبَ ٱلرُّسُلَ فَحَقَّ وَعِيدِ
١٤

تفسير كتاب الله العزيز

قوله: { كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ } أي: قبل قومك يا محمد { قَوْمُ نُوحٍ وَأَصْحَابُ الرَّسِّ } والرس بئر كان عليها قوم فنسبوا إليها. وقال بعضهم: المعدن. وقال بعضهم: واد.
قال: { وَثَمُودُ وَعَادٌ وَفِرْعَوْنُ وَإِخْوَانُ لُوطٍ } أي إخوانه في النسب وليسوا بإخوانه في الدين. { وَأَصْحَابُ الأَيْكَةِ } والأيكة الغيضة. وقد فسّرنا أمرهم في سورة الشعراء.
قال تعالى: { وَقَوْمُ تُبَّعٍ }. ذكروا أن ابن عباس سأل كعباً عن تبع فذكر قومه ولم يذكر [من] هو. قال: إنه كان معه اثنا عشر رجلاً من أولاد الأنبياء. فأراده قومه على أن يقتلهم فأبى. وجمع بينهم وبينهم فحاجوه. فتعاهدوا على أن يوقدوا ناراً، ثم يدعو كل قوم ما يعبدون، ثم يدخلونها. فمن هلك هلك، ومن نجا نجا. فدخلها أولاد الأنبياء، فمروا فيها حتى خرجوا من الجانب الآخر، فلم تضرهم شيئاً. فلما رأى ذلك قوم تبع أبوا أن يدخلوها. وكانوا قد اتفق اثنا عشر رجلاً من خيارهم أن يدخلوا مع أولاد الأنبياء في النار وتقاعسوا، فأخذهم تبع وضرب أعناقهم، وحلق رأسه وآمن، فقتله قومه. فلذلك ذكر الله قومه ولكن ولم يذكره.
قوله عز وجل: { كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ وَعِيدِ } أي: إن الرسل جاءتهم يدعونهم إلى الإيمان، ويحذرونهم العذاب فكذبوهم فجاءهم العذاب. يحذر بهذا مشركي العرب.