التفاسير

< >
عرض

أَفَعَيِينَا بِٱلْخَلْقِ ٱلأَوَّلِ بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِّنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ
١٥
وَلَقَدْ خَلَقْنَا ٱلإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ ٱلْوَرِيدِ
١٦
إِذْ يَتَلَقَّى ٱلْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ ٱلْيَمِينِ وَعَنِ ٱلشِّمَالِ قَعِيدٌ
١٧
مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ
١٨

تفسير كتاب الله العزيز

قوله: { أَفَعَيِينَا بِالْخَلْقِ الأَوَّلِ } أي: لم نعي به. قال مجاهد: أفأعيا علينا حين أنشأناكم [وأنشأنا خلقكم]. تفسير الحسن: إنه يعني خلق آدم وذريته بعده.
قال: { بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ } أي: في شك { مِّنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ } يعني البعث.
قوله عز وجل: { وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ } يعني بالإنسان ها هنا جميع الناس { وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ } أي: ما تحدّث به نفسه { وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ } وهو نياط القلب، وهو الوتين.
قوله: { إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ } أي: الملكان الكاتبان الحافظان عن اليمين وعن الشمال { قَعِيدٌ } أي رصيد، أي يرصده حافظ.
{ مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ } أي: عنده { رَقِيبٌ } أي حفيظ { عَتِيدٌ } أي: حاضر يكتب كل ما يلفظ به. قال مجاهد: حتى أنينه.
وتفسير الكلبي: إنه تعرض الأعمال، فما لم يكن فيه خير ولا شر محي ولم يثبت؛ وذلك يوم اثنين وخميس، فيهما ترفع الأعمال.
وذكر بعضهم قال: أمر صاحب الشمال أن يكتب ما لا يكتب صاحب اليمين. وقال بعضهم: ما خطا عبد خطوة إلا كتبت له حسنة أو سيئة. قال: وبلغنا أن صاحب اليمين أمير على صاحب الشمال، فلا يكتب صاحب الشمال حتى يأمره صاحب اليمين.
ذكروا عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن الملائكة قالت: ربِ ذلك عبدك يريد أن يعمل سيئة وأنت أعلم وأبصر؛ فيقول: ارقبوا عبدي، فإن عملها فأثبتوا عليه بمثلها، وإن تركها فاكتبوها له حسنة، فإنما تركها من خشيتي" .
وقال الحسن: الحفظة أربعة: يتعاقبان ملكان بالليل وملكان بالنهار، وتجتمع هذه الأملاك الأربعة عند صلاة الفجر، وهو قوله: { إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُوداً } [الإسراء:78].
ذكروا عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار، فيجتمعون عند صلاة الفجر وعند صلاة العصر فيسألهم ربهم وهو أعلم بهم: كيف تركتم عبادي؟ فيقولون أتيناهم وهم يصلون، وتركناهم وهم يصلون" .