التفاسير

< >
عرض

قَالَ لاَ تَخْتَصِمُواْ لَدَيَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُم بِٱلْوَعِيدِ
٢٨
مَا يُبَدَّلُ ٱلْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَآ أَنَاْ بِظَلاَّمٍ لِّلْعَبِيدِ
٢٩
يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ ٱمْتَلأَتِ وَتَقُولُ هَلْ مِن مَّزِيدٍ
٣٠
وَأُزْلِفَتِ ٱلْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ
٣١
هَـٰذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ
٣٢
مَّنْ خَشِيَ ٱلرَّحْمَـٰنَ بِٱلْغَيْبِ وَجَآءَ بِقَلْبٍ مُّنِيبٍ
٣٣

تفسير كتاب الله العزيز

قال: { لاَ تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ } أي: عندي { وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُم بِالْوَعِيدِ } أي: في الدنيا. { مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ } أي: عندي، من الوعد والوعيد في تفسير الحسن. وقال مجاهد: يقول: قد قضيت ما أنا قاض. { وَمَا أَنَا بِظَلاَّمٍ لِّلْعَبِيدِ يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِن مَّزِيدٍ } أي: في مزيد.
وقال مجاهد قوله: { وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ } أي: وأدنيت الجنة { لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ } قال: { هَذَا مَا تُوعَدُونَ } يعني الجنة { لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَن بِالْغَيْبِ وَجَاء بِقَلْبٍ مُّنِيبٍ } والأوّاب: التائب الراجع عن ذنبه. وقال مجاهد: الذي يذكر ذنوبه في الخلاء فيستغفر منها.
ذكروا عن عبيد بن عمير قال: كنا نحدّث أن الرجل إذا قال في مجلسه: سبحان الله العظيم، اللهم اغفر لي ما أصبت في مجلسي هذا إنه الأواب الحفيظ.
ذكروا عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"ما من قوم يكونون في مجلس يتفرقون منه على غير ذكر أو صلاة على نبيهم إلا كأنما تفرقوا عن جيفة حمار، وكان عليهم حسرة يوم القيامة" .
ذكروا أن جبريل عليه السلام علم النبي عليه السلام إذا أراد أن يقوم من مجلس أن يقول: سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد ألا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك، أستغفرك اللهم وأتوب إليك.
قوله عز وجل: { وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُّنِيبٍ } أي لقى الله بقلب مخلص؛ كقوله عز وجل:
{ إِلاَّ مَنْ أَتَى اللهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ } [الشعراء:89] أي: من الشرك.