التفاسير

< >
عرض

ٱدْخُلُوهَا بِسَلاَمٍ ذَلِكَ يَوْمُ ٱلُخُلُودِ
٣٤
لَهُم مَّا يَشَآءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ
٣٥

تفسير كتاب الله العزيز

قوله عزّ وجلّ: { ادْخُلُوهَا بِسَلاَمٍ } ذكروا عن علي بن أبي طالب في قوله عز وجل: { وَسِيقَ الذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَراً }... إلى قوله: { وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ } [الزمر:73] قال: إذا توجّهوا إلى الجنة مرّوا بشجرة يخرج من تحتها عينان فيشربون من إحداهما فتجري عليهم نضرة النعيم فلا تتغيّر أبشارهم ولا تشعث أشعارهم بعدها، ثم يشربون من الأخرى فيخرج ما في بطونهم من أذى وقذى، ثم تستقبلهم الملائكة خزنةُ الجنة وتقول لهم: { سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ }. وذكر بعضهم: أنه قوله عزّ وجلّ: { ادْخُلُوهَا بِسَلاَمٍ }.
قال: { ذَلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ } ذكروا عن نافع عن ابن عمر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"إذا دخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار، نادى منادٍ يا أهل الجنة خلود ولا موت فيها، ويا أهل النار خلود لا موت فيها، وكلٌ خالد فيما هو فيه" .
قوله عز وجل: { لَهُم مَّا يَشَاؤُونَ فِيهَا } أي: إذا اشتهوا الشيء جاءهم من غير أن يَدْعُوا بِهِ، ويكون في في أحدهم الطعام فيخطر على باله الطعام الآخر، فيتحوّل ذلك الطعام في فيه، ويأخذ البسرة فيأكل من ناحية منها بسراً، ثم يحوّلها فيأكل منها إلى عشرة ألوان أو ما شاء الله من ذلك.
قوله عزّ وجل: { وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ } أي: وعندنا مزيد.
ذكروا عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال: إذ انصرف أهل الجنة إلى منازلهم انصرف أحدهم إلى سرادق من لؤلؤ [طوله] خمسون ألف فرسخ، فيه قبة من ياقوتة حمراء، ولها ألف باب، له فيها سبعمائة امرأة، فيتكىء على أحد شقيه، فينظر إليها كذا وكذا، ثم يتكىء على الشق الآخر، فينظر إليها مثل ذلك. ثم يدخل عليه من كل باب ألف ملك من ألف باب معهم الهدية من ربهم فيقولون له: السلام عليك من ربك؛ فيوضع ذلك فيقول: ما أحسن هذا. فيقول الملك للشجر حوله: إن ربكن يأمركن أن تقطعن له كل ما يشتهي على مثل هذا. قال: وذلك كل جمعة. قال وبلغنا أن أهل الجنة، ولا أحسبه إلا أرفعهم درجة، تأتيه الهدية من ربه عند مواقيت الصلاة.
وأخبرني عن السدي قال: لا يزال أهل الجنة معجبين مما هم فيه حتى يفتح الله المزيد، فإذا فتح الله المزيد لم يأتهم شيء من المزيد إلا وهو أفضل ما في جناتهم.