التفاسير

< >
عرض

وَفِي ٱلأَرْضِ آيَاتٌ لِّلْمُوقِنِينَ
٢٠
وَفِيۤ أَنفُسِكُمْ أَفَلاَ تُبْصِرُونَ
٢١
وَفِي ٱلسَّمَآءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ
٢٢
فَوَرَبِّ ٱلسَّمَآءِ وَٱلأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِّثْلَ مَآ أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ
٢٣
هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ ٱلْمُكْرَمِينَ
٢٤
إِذْ دَخَلُواْ عَلَيْهِ فَقَالُواْ سَلاَماً قَالَ سَلاَمٌ قَوْمٌ مُّنكَرُونَ
٢٥
-الذاريات

تفسير كتاب الله العزيز

قوله عزّ وجلّ: { وَفِي الأَرْضِ } أي: فيما خلق الله فيها { آيَاتٌ لِّلْمُوقِنِينَ } قال: { وَفِي أَنفُسِكُمْ } أي: في بدء خلقكم من تراب، أي آدم، ثم خلق نسله من نطفة { أَفَلاَ تُبْصِرُونَ } يوقوله للمشركين. وقال مجاهد: { وَفِي أَنفُسِكُمْ } أي: مدخل الطعام والشراب ومخرجه.
قال: { وَفِي السَّمَاء رِزْقُكُمْ } أي المطر، فيه أرزاق الخلق { وَمَا تُوعَدُونَ } تفسير الحسن: أي: من الوعد والوعيد؛ الوعد للمؤمنين بالجنة، والوعيد للمشركين والمنافقين بالنار. قال بعضهم: أظنه يعني: جاء الوعد والوعيد من السماء. وبعضهم قال: الجنة وعدها المتقون، وهي في السماء؛ والنار في الأرض.
قوله: { فَوَرَبِّ السَّمَاء وَالأَرْضِ } أقسم بنفسه { إِنَّهُ لَحَقٌّ } أي: إن هذا القرآن لحق { مِّثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ } أي: كما أنكم تنطقون.
قوله: { هَلْ أَتَاكَ } أي قد أتاك { حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ } أي: عند الله بالمنزلة والقربة، يعني الملائكة الذين نزلوا به، فبشروه بإسحاق، وجاءوا بعذاب قوم لوط.
قال تعالى: { إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ } أي في صورة آدميين { فَقَالُوا سَلاَمًا } أي: سلّموا عليه { قَالَ سَلاَمٌ } أي: ردّّ عليهم { قَوْمٌ مُّنكَرُونَ } أي: أنكرهم حين لم يأكلوا من طعامه.