التفاسير

< >
عرض

فَرَاغَ إِلَىٰ أَهْلِهِ فَجَآءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ
٢٦
فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ قَالَ أَلاَ تَأْكُلُونَ
٢٧
فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُواْ لاَ تَخَفْ وَبَشَّرُوهُ بِغُلاَمٍ عَلِيمٍ
٢٨
فَأَقْبَلَتِ ٱمْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ فَصَكَّتْ وَجْهَهَا وَقَالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ
٢٩
قَالُواْ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ إِنَّهُ هُوَ ٱلْحَكِيمُ ٱلْعَلِيمُ
٣٠
قَالَ فَمَا خَطْبُكُمْ أَيُّهَا ٱلْمُرْسَلُونَ
٣١
قَالُوۤاْ إِنَّآ أُرْسِلْنَآ إِلَىٰ قَوْمٍ مُّجْرِمِينَ
٣٢
لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِّن طِينٍ
٣٣
مُّسَوَّمَةً عِندَ رَبِّكَ لِلْمُسْرِفِينَ
٣٤
-الذاريات

تفسير كتاب الله العزيز

قال تعالى: { فَرَاغَ إِلَى أَهْلِهِ } أي: فمال إلى أهله { فَجَاء بِعِجْلٍ سَمِينٍ }. وهذا قبل أن ينكرهم { فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ } حنيذاً مشوياً، فلم يأكلوه. { قَالَ أَلاَ تَأْكُلُونَ } قال: { فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُوا لاَ تَخَفْ وَبَشَّرُوهُ بِغُلاَمٍ عَلِيمٍ } أي: إسحاق.
قال تعالى: { فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ } أي: رنة، أي: صيحة { فَصَكَّتْ وَجْهَهَا } أي: جبهتها بكفها اليمنى تعجباً بما بشروها به { وَقَالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ } أي: كيف تلد وهي عجوز عقيم، أي: عاقر. وقالوا لها في آية أخرى:
{ أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللهِ } [هود:73].
{ قَالُوا كَذَلِكَ قَالَ رَبُّكِ } أي: إنك تلدين غلاماً اسمه إسحاق { إِنَّهُ هُوَ الْحَكِيمُ } في أمره { الْعَلِيمُ } بخلقه.
{ قَالَ } إبراهيم { فَمَا خَطْبُكُمْ } أي: ما أمركم { أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ قَالُوا إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمٍ مُّجْرِمِينَ } أي مشركين، يعنون قوم لوط { لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِّن طِينٍ }. وقال في آية أخرى:
{ حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ } [هود:82]، وهي بالفارسية: أولها حجر وآخر طين: سيد وكل. وقال في هذه الآية: { حِجَارَةً مِّن طِينٍ }.
قال تعالى: { مُسَوَّمَةً } أي: مُعلَمة، أي: إنها من حجارة العذاب، وليست من حجارة الدنيا. كان في كل حجر منها مثل الطابع. قال تعالى: { عِندَ رَبِّكَ لِلْمُسْرِفِينَ } أي للمشركين.