التفاسير

< >
عرض

فَأَخْرَجْنَا مَن كَانَ فِيهَا مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ
٣٥
فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِّنَ ٱلْمُسْلِمِينَ
٣٦
وَتَرَكْنَا فِيهَآ آيَةً لِّلَّذِينَ يَخَافُونَ ٱلْعَذَابَ ٱلأَلِيمَ
٣٧
وَفِي مُوسَىٰ إِذْ أَرْسَلْنَاهُ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ
٣٨
فَتَوَلَّىٰ بِرُكْنِهِ وَقَالَ سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ
٣٩
فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي ٱلْيَمِّ وَهُوَ مُلِيمٌ
٤٠
وَفِي عَادٍ إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ ٱلرِّيحَ ٱلْعَقِيمَ
٤١
مَا تَذَرُ مِن شَيْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ إِلاَّ جَعَلَتْهُ كَٱلرَّمِيمِ
٤٢
وَفِي ثَمُودَ إِذْ قِيلَ لَهُمْ تَمَتَّعُواْ حَتَّىٰ حِينٍ
٤٣
-الذاريات

تفسير كتاب الله العزيز

قال: { فَأَخْرَجْنَا } أي: فأنجينا { مَن كَانَ فِيهَا } أي: في قرية لوط { مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِّنَ الْمُسْلِمِينَ } أي أهل بيت لوط، أي في القرية، ومن كان معه من المؤمنين.
قال تعالى: { وَتَرَكْنَا فِيهَا } أي: في إهلاكنا إياها { آيَةً لِّلَّذِينَ يَخَافُونَ الْعَذَابَ الأَلِيمَ } أي فيحذرون أن ينزل بهم ما نزل بهم.
قال عز من قائل: { وَفِي مُوسَى } [أي: وتركنا في أمر موسى] { إِذْ أَرْسَلْنَاهُ إِلَى فِرْعَوْنَ بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ } أي بحجة بينة { فَتَوَلَّى بِرُكْنِهِ } أي: بقومه. وقال الكلبي: بجنوده { وَقَالَ سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ } يعني موسى.
قال تعالى: { فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ } أي: في البحر، أي: أغرقناهم في البحر { وَهُوَ مُلِيمٌ } أي: وهو مذنب، يعني فرعون، وذنبه الشرك، وهو الذنب العظيم.
قال عز من قائل: { وَفِي عَادٍ } [أي وتركنا في عاد أيضاً آية] { إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ } أي: التي لا تلقح سحاباً ولا شجراً، وهي الدبور. { مَا تَذَرُ مِن شَيْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ } أي: مما مرت به، وهذا إضمار { إِلاَّ جَعَلَتْهُ كَالرَّمِيمِ } أي: كرميم الشجر.
{ وَفِي ثَمُودَ } وهي مثل الأولى { إِذْ قِيلَ لَهُمْ تَمَتَّعُوا حَتَّى حِينٍ } أي: إلى حين أي: إلى آجالكم بغير عذاب إن آمنتم، وإن عصيتم عذبتم. كقول نوح عليه السلام:
{ أَنِ اعْبُدُوا اللهَ وَاتَّقُوهُ وَأَطِيعُونِ يَغْفِرْ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرْكُم إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى } [نوح:3-4] فتموتوا من غير عذاب إن آمنتم.