التفاسير

< >
عرض

فَعَتَوْاْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ فَأَخَذَتْهُمُ ٱلصَّاعِقَةُ وَهُمْ يَنظُرُونَ
٤٤
فَمَا ٱسْتَطَاعُواْ مِن قِيَامٍ وَمَا كَانُواْ مُنتَصِرِينَ
٤٥
وَقَوْمَ نُوحٍ مِّن قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُواْ قَوْماً فَاسِقِينَ
٤٦
وَٱلسَّمَآءَ بَنَيْنَٰهَا بِأَييْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ
٤٧
وَٱلأَرْضَ فَرَشْنَاهَا فَنِعْمَ ٱلْمَاهِدُونَ
٤٨
وَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ
٤٩
-الذاريات

تفسير كتاب الله العزيز

قال تعالى: { فَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ } أي: تركوا أمر ربهم، أي: عصوه. { فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ } أي العذاب، وهو الفزع. قال تعالى: { وَهُمْ يَنظُرُونَ } أي العذاب. { فَمَا اسْتَطَاعُوا مِن قِيَامٍ } أي يذهبون فيه إلى حوائجهم. { وَمَا كَانُوا مُنتَصِرِينَ } أي: ممتنعين.
{ وَقَوْمَ نُوحٍ مِّن قَبْلُ } أي: من قبل عاد { إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ } يعني فسق الشرك.
قوله عز وجل: { وَالسَّمَاء بَنَيْنَاهَا بِأَيْيدٍ } أي: بقوة. وقال تعالى في آية أُخرى:
{ فَقَالَ لَهَا وَلِلأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قَالَتَآ أَتَيْنَا طَآئِعِينَ } [سورة فصلت:11]. قوله: { وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ } أي: في الرزق.
قال عز من قائل: { وَالأَرْضَ فَرَشْنَاهَا } مثل قوله:
{ جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ فِرَاشاً } [البقرة:22] ومهاداً، وبساطاً. قال عز من قائل: { فَنِعْمَ الْمَاهِدُونَ }.
قال عز وجل: { وَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ } تفسير الحسن: السماء والأرض، والجنة والنار، والليل والنهار، والصيف والشتاء، وكل اثنين فالواحد منه زوج. وتفسير الكلبي: { وَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ } أي: الذكر والأنثى. قال عز وجل: { لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ } أي: لكي تذكروا فتعلموا أن الذي خلق هذه الأشياء واحد، جعلها لكم تذكرة لتعبدوه.