{ إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَصَادِقٌ } يعني البعث { وَإِنَّ الدِّينَ } أي: الحساب
{ لَوَاقِعٌ } أي: لكائن.
قال تعالى: { وَالسَّمَاء ذَاتِ الْحُبُكِ } والحبك استواءها وحسنها. ويقال منه
حبك الماء إذا هاجت الريح، ومنه حبك الزرع إذا أصابته الريح، ومنه حبك الشعر
الجعد. وهي موج مكفوف، أي السماء. وهذا قسم. يقول: والسماء ذات الحبك
{ إِنَّكُمْ لَفِي قَوْلٍ مُّخْتَلِفٍ } أي لفي اختلاف من البعث. { يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ }
أي يصدُّ عنه من صد [عن الإيمان به]، ويصرف عنه من صرف، وقال هذا وهذا.
قوله عز وجل: { قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ } أي لعن الخراصون الذين يكذبون بيوم
الدين، أي الذين يكذبون بالبعث، وذلك منهم تخرّص.
قال: { الَّذِينَ هُمْ فِي غَمْرَةٍ } أي: في غفلة. وقال بعضهم: في حيرة
{ سَاهُونَ } أي: لاهون. { يَسْأَلُونَ أَيَّانَ يَوْمُ الدِّينِ } أي: متى يوم الدين، وذلك
منهم استهزاء وتكذيب. أي: لا يكون.
قال الله: { يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ } أي: يحرقون بها. { ذُوقُوا فِتْنَتَكُمْ }
أي: حريقكم { هَذَا الَّذِي كُنتُم بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ } أي: في الدنيا. أي: لما كانوا
يستعجلون بالعذاب في الدنيا استهزاءً وتكذيباً.
ذكروا عن الحسن قال: { ذُوقُوا فِتْنَتَكُمْ } أي عذابكم الذي كنتم به تستعجلون.
وقال مجاهد: يفتنون أي: كما يفتن الذهب، أي يحرق الذهب.