التفاسير

< >
عرض

إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَصَادِقٌ
٥
وَإِنَّ ٱلدِّينَ لَوَٱقِعٌ
٦
وَٱلسَّمَآءِ ذَاتِ ٱلْحُبُكِ
٧
إِنَّكُمْ لَفِي قَوْلٍ مُّخْتَلِفٍ
٨
يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ
٩
قُتِلَ ٱلْخَرَّاصُونَ
١٠
ٱلَّذِينَ هُمْ فِي غَمْرَةٍ سَاهُونَ
١١
يَسْأَلُونَ أَيَّانَ يَوْمُ ٱلدِّينِ
١٢
يَوْمَ هُمْ عَلَى ٱلنَّارِ يُفْتَنُونَ
١٣
ذُوقُواْ فِتْنَتَكُمْ هَـٰذَا ٱلَّذِي كُنتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ
١٤
-الذاريات

تفسير كتاب الله العزيز

{ إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَصَادِقٌ } يعني البعث { وَإِنَّ الدِّينَ } أي: الحساب { لَوَاقِعٌ } أي: لكائن.
قال تعالى: { وَالسَّمَاء ذَاتِ الْحُبُكِ } والحبك استواءها وحسنها. ويقال منه حبك الماء إذا هاجت الريح، ومنه حبك الزرع إذا أصابته الريح، ومنه حبك الشعر الجعد. وهي موج مكفوف، أي السماء. وهذا قسم. يقول: والسماء ذات الحبك { إِنَّكُمْ لَفِي قَوْلٍ مُّخْتَلِفٍ } أي لفي اختلاف من البعث. { يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ } أي يصدُّ عنه من صد [عن الإيمان به]، ويصرف عنه من صرف، وقال هذا وهذا.
قوله عز وجل: { قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ } أي لعن الخراصون الذين يكذبون بيوم الدين، أي الذين يكذبون بالبعث، وذلك منهم تخرّص.
قال: { الَّذِينَ هُمْ فِي غَمْرَةٍ } أي: في غفلة. وقال بعضهم: في حيرة { سَاهُونَ } أي: لاهون. { يَسْأَلُونَ أَيَّانَ يَوْمُ الدِّينِ } أي: متى يوم الدين، وذلك منهم استهزاء وتكذيب. أي: لا يكون.
قال الله: { يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ } أي: يحرقون بها. { ذُوقُوا فِتْنَتَكُمْ } أي: حريقكم { هَذَا الَّذِي كُنتُم بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ } أي: في الدنيا. أي: لما كانوا يستعجلون بالعذاب في الدنيا استهزاءً وتكذيباً.
ذكروا عن الحسن قال: { ذُوقُوا فِتْنَتَكُمْ } أي عذابكم الذي كنتم به تستعجلون. وقال مجاهد: يفتنون أي: كما يفتن الذهب، أي يحرق الذهب.