التفاسير

< >
عرض

إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ
٧
مَّا لَهُ مِن دَافِعٍ
٨
يَوْمَ تَمُورُ ٱلسَّمَآءُ مَوْراً
٩
وَتَسِيرُ ٱلْجِبَالُ سَيْراً
١٠
فَوَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ
١١
ٱلَّذِينَ هُمْ فِي خَوْضٍ يَلْعَبُونَ
١٢
يَوْمَ يُدَعُّونَ إِلَىٰ نَارِ جَهَنَّمَ دَعًّا
١٣
هَـٰذِهِ ٱلنَّارُ ٱلَّتِي كُنتُم بِهَا تُكَذِّبُونَ
١٤
أَفَسِحْرٌ هَـٰذَا أَمْ أَنتُمْ لاَ تُبْصِرُونَ
١٥
ٱصْلَوْهَا فَٱصْبِرُوۤاْ أَوْ لاَ تَصْبِرُواْ سَوَآءٌ عَلَيْكُمْ إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ
١٦
إِنَّ ٱلْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَعِيمٍ
١٧
فَاكِهِينَ بِمَآ آتَاهُمْ رَبُّهُمْ وَوَقَاهُمْ رَبُّهُمْ عَذَابَ ٱلْجَحِيمِ
١٨
كُلُواْ وَٱشْرَبُواْ هَنِيئَاً بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ
١٩
-الطور

تفسير كتاب الله العزيز

قال تعالى: { إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ } أقسم بهذا كله، من قوله: (وَالطُّورِ) إلى هذا الموضع: إن عذاب ربك لواقع، أي بالمشركين. { مَا لَهُ } أي: ما للعذاب { مِن دَافِعٍ } أي: يدفعه من الله.
{ يَوْمَ تَمُورُ السَّمَاء مَوْرًا }. فيها تقديم؛ أي: إن عذاب ربك لواقع يوم تمور السماء موراً أي: تتحرك السماء تحرّكاً. { وَتَسِيرُ الْجِبَالُ سَيْرًا }. وقال في آية أخرى:
{ وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ } [التكوير:3].
قال: { فَوَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ الَّذِينَ هُمْ فِي خَوْضٍ يَلْعَبُونَ } وخوضهم التكذيب. { يَوْمَ يُدَعُّونَ } أي: يدفعون { إِلَى نَارِ جَهَنَّمَ دَعًّا } أي: دفعاً { هَذِهِ النَّارُ } أي يقال لهم: هذه النار { الَّتِي كُنتُم بِهَا تُكَذِّبُونَ } أي: في الدنيا، أي: إنها لا تكون.
{ أَفَسِحْرٌ هَذَا } يقال لهم هذا على الاستفهام { أَمْ أَنتُمْ لاَ تُبْصِرُونَ } أي: في الدنيا، إذ كنتم تقولون: هذا سحر، أي إنه ليس بسحر.
{ اصْلَوْهَا } يعين النار { فَاصْبِرُوا أَوْ لاَ تَصْبِرُوا سَوَاء عَلَيْكُمْ }، وهو كقوله:
{ سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا } [إبراهيم:21] قال: { إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } أي: في الدنيا.
قوله: { إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَعِيمٍ فَاكِهِينَ } أي: مسرورين { بِمَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ } أي بما أعطاهم ربهم. وقال بعضهم: معجبين بما هم فيه من نعيم الجنة. { وَوَقَاهُمْ رَبُّهُمْ } أي: وصرف عنهم { عَذَابَ الْجَحِيمِ }.
{ كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ }. ذكروا عن الحسن قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن أهل الجنة يأكلون فيها ويشربون ولا يبولون ولا يتغوّطون إنما يكون جشاء ورشح مسك، ويُلهمون الحمد والتسبيح كما يُلهمون النَّفَس" .
ذكروا عن الحسن قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن أحدهم ليعطى قوة مائة رجل في الطعام والشراب والجماع" . قيل: يا رسول الله، إن الذي يأكل ويشرب يكون له الحاجة. قال: "حاجة أحدهم أن يعرق فرشحه ريح مسك، وهو البول" .
ذكروا أن رجلاً قال: يا رسول الله، كيف شهاء أهل الجنة؟ قال: "يأكلون ويشربون حتى إذا امتلأت بطونهم قيل لهم: هنيئاً لكم شهوتكم، فيرشحون عند ذلك مسكاً، لا يتغوطون ولا يتمخطون" .