التفاسير

< >
عرض

مُتَّكِئِينَ عَلَىٰ سُرُرٍ مَّصْفُوفَةٍ وَزَوَّجْنَاهُم بِحُورٍ عِينٍ
٢٠
-الطور

تفسير كتاب الله العزيز

قوله: قوله: { مُتَّكِئِينَ عَلَى سُرُرٍ مَّصْفُوفَةٍ }.
ذكروا عن معاذ بن جبل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن الرجل من أهل الجنة ليتنعم في تكأة واحدة سبعين عاماً [مع امرأة] فتناديه أبهى منها وأجمل من غرفة أخرى: أما آن لنا منك دولة بعد؟ فيلتفت إليها فيقول: من أنت؟ فتقول: أنا من اللواتي قال الله: { وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ } [سورة ق:35]، فيتحول إليها فيتنعم معها سبعين عاماً في تكأة واحدة، فتناديه أبهى منها وأجمل من غرفة أخرى فتقول: أما لنا منك دَوْلة بعدُ؟ فيقول: من أنت؟ فتقول: أنا من اللاتي قال الله: { فَلاَ تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَآءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } [السجدة:17]. فتيحول إليها فيتنعّم معها في تكأة واحدة سبعين عاماً. فهم كذلك يدورون" .
ذكروا عن الضحاك بن مزاحم عن علي قال: إذا دخل أهل الجنة يدخل الرجل منزله، ويأتي الأرائك. فإذا فيها سرير، وعلى السرير سبعون فراشاً، وعليهم سبعون زوجة، على كل زوجة سبعون حلة يرى مخ ساقها من باطن الحلل، فيقضي جماعهن في مقدار ليلة من لياليكم هذه.
قوله: { وَزَوَّجْنَاهُم بِحُورٍ عِينٍ } والحور: البيض في تفسير العامة.
وتفسير مجاهد: الحور، أي: يحار فيهن البصر، وينظر الناظر وجهه في جيدها. وتفسير بعضهم: العين: العظام العيون.
ذكروا عن عبد الله بن عمر قال: شعر [شفر] عينيها أطول من جناح نسر.
وقال بعضهم: الحور العين بيض الألوان، صفر الحلي، خضر الثياب، يقلن في الجنة: نحن الناعمات فلا نبؤس، ونحن الخالدات فلا نموت، ونحن الراضيات فلا نسخط، ونحن المقيمات فلا نظعن، طوبى لمن كنا له وكان لنا.
ذكروا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"لو أن امرأة من نساء أهل الجنة اطلعت على أهل الأرض [لملأت الأرض ريح] مسك،... والذي نفسي بيده إن عليها لنصيفاً خيراً من الدنيا وما فيها" .
ذكروا عن عمرو بن ميمون الأزدي قال: إن المرأة من أهل الجنة ليكون عليها سبعون حُلة، وإنه ليرى مخ ساقها من وراء ذلك كما يبدو الشراب الأحمر في الزجاج الأبيض.
ذكروا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"ما حضر قتال قط إلا تزخرفت الجنة، ونزلت الحور العين. فإذا أقبل المقاتل قلن: اللهم انصره، وإذا أدبر قلن: اللم ثبِّته. فإذا قتل كان أول قطرة تقطر من دمه يغفر بها ذنوبه، وتهبط عليه زوجتاه من الحور العين فتجلسانه، وتمسحان دمه والغبار عنه وتقولان له: مرحباً بك. فيقول: وأنتما مرحباً بكما. وإذا صرف وجهه عنهما ثم التفت إليهما قال: لقد ازددتما في عيني سبعين ضعفاً حسناً وجمالاً مما كنتما عليه. وإذا صرفتا وجوههما عنه قالتا مثل ذلك. فجيدها مرآته، وجيده مرآتها، مكتوب بين ثدييها: أنت حبيبي وأنا حبيبتك، ليس علي معدل ولا مصرف. ثم قال: والذي بعثني بالحق إن إحداهن ليكون عليها سبعون حلة مثل شقائق النعمان، وإنه ليرى مخ ساقها من وراء ذلك، وتمسك بين أصبعين من أصابعها سبعين حلة من رقها وحسنها وجمالها، قلوبهم على مثل قلب أنقاهم، أو قال: على مثل قلب واحد، لا اختلاف بينهم ولا تباغض، يسبحن الله بكرة وعشياً" .