التفاسير

< >
عرض

قَالُوۤاْ إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِيۤ أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ
٢٦
فَمَنَّ ٱللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ ٱلسَّمُومِ
٢٧
إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ ٱلْبَرُّ ٱلرَّحِيمُ
٢٨
فَذَكِّرْ فَمَآ أَنتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِكَاهِنٍ وَلاَ مَجْنُونٍ
٢٩
أَمْ يَقُولُونَ شَاعِرٌ نَّتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ ٱلْمَنُونِ
٣٠
قُلْ تَرَبَّصُواْ فَإِنِّي مَعَكُمْ مِّنَ ٱلْمُتَرَبِّصِينَ
٣١
أَمْ تَأْمُرُهُمْ أَحْلاَمُهُمْ بِهَـٰذَآ أَمْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ
٣٢
أَمْ يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُ بَل لاَّ يُؤْمِنُونَ
٣٣
فَلْيَأْتُواْ بِحَدِيثٍ مِّثْلِهِ إِن كَانُواْ صَادِقِينَ
٣٤
أَمْ خُلِقُواْ مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ ٱلْخَالِقُونَ
٣٥
-الطور

تفسير كتاب الله العزيز

{ قَالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ } أي في الدنيا { فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ } أي: خائفين وجلين من عذاب الله { فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلُ } أي: في الدنيا { نَدْعُوهُ } أن يقينا عذاب السموم. { إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ } أي: برّ بالمؤمنين، رحيم بهم. في تفسير الحسن. وقال بعضهم: البر الصادق.
قوله عز وجل: { فَذَكِّرْ } أي: بالقرآن { فَمَا أَنتَ بِنِعْمَتِ رَبِّكَ بِكَاهِنٍ وَلاَ مَجْنُونٍ }.
قوله عز وجل: { أَمْ يَقُولُونَ شَاعِرٌ نَّتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ } أي: قد قالوا: نتربّص به الدهر حتى يموت، في تفسير الحسن. وقال مجاهد: يعني حوادث الدهر.
قال الله عزّ وجلّ لنبيه عليه السلام { قُلْ تَرَبَّصُوا فَإِنِّي مَعَكُم مِّنَ الْمُتَرَبِّصِينَ } أي: كانوا يتربصون بالنبي عليه السلام أن يموت، وكان النبي يتربّص بهم أن يأتيهم العذاب.
قال الله عز وجل: { أَمْ تَأْمُرُهُمْ أَحْلاَمُهُم بِهَذَا } أي: بالتكذيب، أي: ليست لهم أحلام { أَمْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ } أي: بل هم قوم طاغون، أي: إن الطغيان يأمرهم بهذا؛ والطغيان الشرك.
{ أَمْ يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُ } يعني محمداً، أي القرآن تقوله محمد، أي قد قالوه. قال الله عز وجل: { بَل لاَّ يُؤْمِنُونَ فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِّثْلِهِ } أي: بحديث مثل القرآن. { إِن كَانُوا صَادِقِينَ } أي: لا يأتون بمثله، وليس ذلك عندهم.
قال عز وجل: { أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ } أي: لم يُخلَقوا من غير شيء، إنا خلقناهم من نطفة، وأول ذلك من تراب. قال عز وجل: { أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ } أي: ليسوا بالخالفين، وهم مخلوقون.