التفاسير

< >
عرض

أَمْ خَلَقُواْ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضَ بَل لاَّ يُوقِنُونَ
٣٦
أَمْ عِندَهُمْ خَزَآئِنُ رَبِّكَ أَمْ هُمُ ٱلْمُصَيْطِرُونَ
٣٧
أَمْ لَهُمْ سُلَّمٌ يَسْتَمِعُونَ فِيهِ فَلْيَأْتِ مُسْتَمِعُهُم بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ
٣٨
أَمْ لَهُ ٱلْبَنَاتُ وَلَكُمُ ٱلْبَنُونَ
٣٩
أَمْ تَسْأَلُهُمْ أَجْراً فَهُم مِّن مَّغْرَمٍ مُّثْقَلُونَ
٤٠
أَمْ عِندَهُمُ ٱلْغَيْبُ فَهُمْ يَكْتُبُونَ
٤١
أَمْ يُرِيدُونَ كَيْداً فَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ هُمُ ٱلْمَكِيدُونَ
٤٢
-الطور

تفسير كتاب الله العزيز

قال عز وجل: { أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ } أي: لم يخلقوها. { بَل لاَّ يُوقِنُونَ } بالبعث.
{ أَمْ عِندَهُمْ خَزَائِنُ رَبِّكَ } يعني علم الغيب { أَمْ هُمُ الْمُصَيْطِرُونَ } أي: الأرباب. وقال بعضهم: أم هم المصيطرون. أي: إن الله هو الرب، تبارك اسمه.
{ أَمْ لَهُمْ سُلَّمٌ } أي: درج { يَسْتَمِعُونَ فِيهِ } أي: إلى السماء { فَلْيَأْتِ مُسْتَمِعُهُم بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ } أي: بحجة بينة بما هم عليه من الشرك، أي: إنه ليس لهم بذلك حجة.
{ أَمْ لَهُ الْبَنَاتُ وَلَكُمُ الْبَنُونَ } وذلك لقولهم إن الملائكة بنات الله، وجعلوا لأنفسهم الغلمان. كقوله: { وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ مَا يَكْرَهُونَ } أي البنات { وَتَصِفُ أَلْسِنَتُهُمُ الْكَذِبَ أَنَّ لَهُمُ الْحُسْنَى } أي الغلمان
{ لاَ جَرَمَ أَنَّ لَهُمُ النَّارَ } [النحل:62].
قال عز وجل: { أَمْ تَسْأَلُهُمْ أَجْرًا } أي: على القرآن. { فَهُم مِّن مَّغْرَمٍ مُّثْقَلُونَ } فقد أثقلهم الغرم الذي تسألهم، أي: إنك لا تسألهم أجراً.
{ أَمْ عِندَهُمُ الْغَيْبُ } يعني علم غيب الآخرة { فَهُمْ يَكْتُبُونَ } أي: لأنفسهم ما يتخيرون من أمر الآخرة، أي الجنة، إن كانت جنة. ومعنى قولهم كقول الكافر:
{ وَلَئِن رُّجِعْتُ إِلَى رَبِّي إِنَّ لِي عَندَهُ لَلْحُسْنَى } [فصلت:50] أي: الجنة إن كانت. أي: ليس عندهم غيب الآخرة.
قوله عز وجل: { أَمْ يُرِيدُونَ كَيْدًا } أي: بالنبي، أي: قد أرادوه، وذلك ما كانوا يتآمرون فيه { فَالَّذِينَ كَفَرُوا هُمُ الْمَكِيدُونَ } كقوله:
{ إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً وَأَكِيدُ كَيْداً } [الطارق:15-16] أي: إن الله يكيدهم، أي يجازيهم جزاء كيدهم وهو العذاب.