التفاسير

< >
عرض

أَمْ لَهُمْ إِلَـٰهٌ غَيْرُ ٱللَّهِ سُبْحَانَ ٱللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ
٤٣
وَإِن يَرَوْاْ كِسْفاً مِّنَ ٱلسَّمَآءِ سَاقِطاً يَقُولُواْ سَحَابٌ مَّرْكُومٌ
٤٤
فَذَرْهُمْ حَتَّىٰ يُلَـٰقُواْ يَوْمَهُمُ ٱلَّذِي فِيهِ يُصْعَقُونَ
٤٥
يَوْمَ لاَ يُغْنِي عَنْهُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ
٤٦
وَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُواْ عَذَاباً دُونَ ذَلِكَ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ
٤٧
-الطور

تفسير كتاب الله العزيز

قال تعالى: { أَمْ لَهُمْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ } أي: ليس لهم إله غير الله { سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ } ينزّه عما يشركون.
وقوله عز وجل: أم، أم، أم من أول الكلام: { أَمْ يَقُولُونَ شَاعِرٌ نَّتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ } إلى هذا الموضع كلها استفهام، وكذبهم به كله.
قوله: { وَإِن يَرَوْا كِسْفًا مِّنَ السَّمَاءِ } أي قطعة من السماء { سَاقِطًا يَقُولُوا سَحَابٌ مَّرْكُومٌ } [بعضه على بعض. وذلك أنه قال في سورة سبأ
{ إِنْ نَّشَأْ نَخْسِفْ بِهِمُ الأَرْضَ أَوْ نُسْقِطْ عَلَيْهِمْ كِسْفاً مِّنَ السَّمَآءِ } [سبأ:9] فقالوا للنبي عليه السلام: { لَن نُّومِنَ لَكَ حَتَّى... أَوْ تُسْقِطَ السَّمَآءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفاً } [الإسراء:92]، فأنزل الله: { وَإِن يَرَوْا كِسْفًا مِّنَ السَّمَاءِ سَاقِطًا يَقُولُوا سَحَابٌ مَّرْكُومٌ } أي: ولم يؤمنوا].
قال الله: { فَذَرْهُمْ حَتَّى يُلاَقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي فِيهِ يُصْعَقُونَ } أي: يموتون بالفزع، وهي النفخة الأولى في تفسير الحسن، يعني كفار آخر هذه الأمة الذين يكون هلاكهم بقيام الساعة. وقد قال في سورة سأل سائل:
{ فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيلْعَبُوا حَتَّى يُلاَقُوا يَوْمَهُمُ الذِي يُوعَدُونَ } [المعارج:42] وهي النفخة الأخرة.
قال: { يَوْمَ لاَ يُغْنِي عَنْهُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا } أي لا يغني عنهم عبادة الأوثان ولا ما كادوا به النبي عليه السلام شيئاً. { وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ } أي: إذا جاءهم العذاب.
قال تعالى: { وَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا } أي: أشركوا { عَذَابًا دُونَ ذَلِكَ } أي: بالسيف يوم بدر، يعني من أهلك بدر بالسيف في تفسير الحسن. وقال مجاهد: الجوع الذي أصابهم.
وبعضهم يقول: عذاباً دون عذاب الآخرة: عذاب القبر. وقد كان الدخان والجوع الذي أصابهم بمكة عذاباً قبل عذاب السيف يوم بدر. قال: { وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُم بِالْعَذَابِ } يعني الجوع بمكة
{ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ حَتَّى إِذَا فَتَحْنَا عَلَيْهِم بَاباً ذَا عَذَابٍ شَدِيدٍ إِذَا هُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ } [المؤمنون:77] وهو يوم بدر.
والعذاب خمس: عذاب الجوع الذي أصابهم بمكة، وعذاب السيف يوم بدر، وعذاب القبر لمن مات من المشركين قبل قيام الساعة، وعذاب الساعة الذي يهلك به كفار آخر هذه الأمة. والعذاب الأكبر جهنم. قال تعالى: { وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ } يعني بأكثرهم جماعتهم، يعني من لم يؤمن....