التفاسير

< >
عرض

مَا كَذَبَ ٱلْفُؤَادُ مَا رَأَىٰ
١١
أَفَتُمَارُونَهُ عَلَىٰ مَا يَرَىٰ
١٢
وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَىٰ
١٣
عِندَ سِدْرَةِ ٱلْمُنتَهَىٰ
١٤
-النجم

تفسير كتاب الله العزيز

قوله عز وجل: { مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى } وهي تقرأ على وجهين: بالتثقيل والتخفيف؛ فمن قرأها بالتثقيل فهو يقول: ما كذّب فؤاد محمد ما رأى من ملكوت السماوات وآياته. ومن قرأها بالتخفيف فهو يقول: ما كذب فؤاد محمد ما رأى، قد صدق الرؤية فأثبتها.
{ أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى } وهي تقرأ على وجه آخر: (أَفَتَمْرُونَهُ) فمن قرأها: (أَفَتُمَارُونَهُ) يقول للمشركين: أفتمارون محمداً عليه السلام، أي: أفتجادلونه على ما يرى؛ يجعل المراء منهم. ومن قرأها: (أَفَتَمْرُونَهُ) فهو يثبت المراء منهم خاصة وينفيه عن محمد عليه السلام.
{ وَلَقَدْ رَءَاهُ نَزْلَةً أُخْرَى } أي: مرة أخرى، أي رأى جبريلَ في صورته مرّتين.
قال تعالى: { عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى } ذكروا عن سعد بن كعب عن رجل عن ابن عباس قال: سألت كعباً عن سدرة المنتهى فقال: يُنتهى إليها بأرواح المؤمنين إذا ماتوا، لا يجاوزها روح مؤمن. فإذا قبض المؤمن شيَّعه مقربو أهل السماوات حتى يُنتهى به إلى السدرة فيوضع. ثم تصف الملائكة المقرّبون فيصلّون عليه كما تصلّون أنتم على موتاكم ها هنا.
ذكروا عن مالك بن صعصعة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر في حديث ليلة أسري به قال:
" ثم رفعت لنا سدرة المنتهى فإذا أوراقها مثل آذان الفيلة، وإذا نبقها مثل قلال هجر، وإذا أربعة أنهار تجري من أصلها: نهران ظاهران ونهران باطنان. قلت: يا جبريل، ما هذه الأنهار؟ فقال: أما الباطنان فنهران في الجنة، وأما الظاهران فالنيل والفرات" .