التفاسير

< >
عرض

أَفَرَأَيْتَ ٱلَّذِي تَوَلَّىٰ
٣٣
وَأَعْطَىٰ قَلِيلاً وَأَكْدَىٰ
٣٤
أَعِندَهُ عِلْمُ ٱلْغَيْبِ فَهُوَ يَرَىٰ
٣٥
أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا فِي صُحُفِ مُوسَىٰ
٣٦
وَإِبْرَاهِيمَ ٱلَّذِي وَفَّىٰ
٣٧
أَلاَّ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ
٣٨
-النجم

تفسير كتاب الله العزيز

قوله عز وجل: { أَفَرَأَيْتَ الَّذِي تَوَلَّى } أي: عن الإيمان، يعني المشرك، والتولي ها هنا الشرك، لأن السورة مكية. { وَأَعْطَى قَلِيلاً وَأَكْدَى } [تفسير عكرمة: أعطى قليلاً ثم قطعه]. قال بعضهم: إنما قل لأنه كان لغير الله. { أَعِندَهُ عِلْمُ الْغَيْبِ فَهُوَ يَرَى } أي: يختار لنفسه الجنة إن كانت جنة، على تفسير الحسن.
وتفسير الكلبي أن رجلاً من أصحاب النبي عليه السلام كان ذا متاع حسن، فأعطى عطية. فزعم أنه يريد بها وجه الله. ثم أتاه أخ له من الرضاعة فقال له: ما تريد يا فلان بما تصنع من إهلاك مالك؟ قال: أريد به وجه الله وليكفر به خطيئاتي. قال: فأعطني ناقتك هذه وأتحمل عنك ذنوبك من يومك هذا إلى يوم تموت، فأنزل الله تعالى: { أَفَرَأَيْتَ الَّذِي تَوَلَّى وَأَعْطَى قَلِيلاً وَأَكْدَى أَعِندَهُ عِلْمُ الْغَيْبِ فَهُوَ يَرَى }.
قال: { أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا فِي صُحُفِ مُوسَى وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى أَلاَّ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى } أي: لا يحمل أحد ذنوب أحد.
ذكروا عن عطاء بن السايب عن عكرمة عن ابن عباس في قوله: { الذِي وَفَّى } قال: العشر خصال التي من السنة؛ خمس في الرأس، وخمس في الجسد.
وقال بعضهم: ركعتان قبل الفجر. وقال بعضهم: وقى يومه بأربع ركعات من أول النهار. ذكروا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"إن الله يقول: يا ابن آدم، أتعجز أن تصلي أربع ركعات من أول نهارك أكفك آخره" .