التفاسير

< >
عرض

وَٱلنَّجْمِ إِذَا هَوَىٰ
١
مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَىٰ
٢
وَمَا يَنطِقُ عَنِ ٱلْهَوَىٰ
٣
إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَىٰ
٤
عَلَّمَهُ شَدِيدُ ٱلْقُوَىٰ
٥
ذُو مِرَّةٍ فَٱسْتَوَىٰ
٦
وَهُوَ بِٱلأُفُقِ ٱلأَعْلَىٰ
٧
-النجم

تفسير كتاب الله العزيز

تفسير سورة النجم، وهي مكية كلها.
{ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ } قوله تعالى: { وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى } أي: والوحي إذا نزل، في تفسير ابن عباس.
ذكروا عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال: نزل القرآن إلى السماء الدنيا ليلة القدر جملة واحدة: ثم جعل بعد ذلك ينزل نجوماً: ثلاث آيات، وأربع آيات، وخمس آيات وأقل من ذلك وأكثر؛ ثم تلا هذه الآية:
{ فَلآ أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ } [الواقعة:75].
وقال بعضهم: الثريا إذا غابت. وتفسير الحسن: يعني الكواكب إذا انتثرت. والنجم جماعة النجوم، كقوله عز وجل:
{ وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَآئِهَا } [الحاقة:17] يعني جماعة الملائكة. وكقوله: { وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ } [النور:41] يعني جماعة الطير. وقوله: { وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى } قسم أقسم به.
{ مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى } أي محمد. { إِنْ هُوَ } إن القرآن الذي ينطق به محمد { إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى }.
{ عَلَّمَهُ } أي علم محمداً { شَدِيدُ الْقُوَى } أي جبريل، شديد الخلق. { ذُو مِرَّةٍ } وهو من شدة الخلق أيضاً. وتفسير الحسن: استمر على أمر الله.
قال تعالى: { فَاسْتَوَى } أي: استوى جبريل عند محمد. أي: رآه في صورته. { وَهُوَ بِالأُفُقِ الأَعْلَى } أي: جبريل بالأفق الأعلى، وهو المشرق، فسدّ ما بين الأُفقين، في تفسير الحسن. وكان محمد يرى جبريل في غير صورته، أي التي هي صورته، فرآه يومئذ في صورته.
ذكروا عن مسروق عن عائشة قالت: ثلاث من قالهن فقد أعظم على الله الفرية: من زعم أن محمد رأى ربه فقد أعظم على الله الفرية، لأن الله يقول:
{ لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ } [الأنعام:103]، ومن زعم أن محمداً قد نقص شيئاً من الوحي لم يخبر به فقد أعظم على الله الفرية، لأن الله يقول: { يَآأَيُّهَا الرَّسُولُ بلِّغْ مَآ أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ } [المائدة:67]، ومن زعم أنه يعلم ما يكون في غد فقد أعظم على الله الفرية، لأن الله يقول: { إِنَّ اللهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَداً وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ } [لقمان: 34]. قال: فقلت: يا أم المؤمنين: ألا تخبرينني عن قوله: { وقَدْ رَآهُ بِالأُفُقِ المُبِينِ } [التكوير:23]. قالت: رأى جبريلَ في صورته قد سدّ ما بين السماء والأرض.