التفاسير

< >
عرض

تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا جَزَآءً لِّمَن كَانَ كُفِرَ
١٤
وَلَقَدْ تَّرَكْنَاهَا آيَةً فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ
١٥
فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ
١٦
وَلَقَدْ يَسَّرْنَا ٱلْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ
١٧
كَذَّبَتْ عَادٌ فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ
١٨
إِنَّآ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُّسْتَمِرٍّ
١٩
تَنزِعُ ٱلنَّاسَ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُّنقَعِرٍ
٢٠
فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ
٢١
وَلَقَدْ يَسَّرْنَا ٱلْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ
٢٢
كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِٱلنُّذُرِ
٢٣
فَقَالُوۤاْ أَبَشَراً مِّنَّا وَاحِداً نَّتَّبِعُهُ إِنَّآ إِذاً لَّفِي ضَلاَلٍ وَسُعُرٍ
٢٤
-القمر

تفسير كتاب الله العزيز

وقال تعالى: { تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا } كقوله عز وجل: { إِنَّنِي مَعَكُمَآ أَسْمَعُ وَأَرَى } [طه:46] قال: { جَزَآءً لِّمَن كَانَ كُفِرَ }. أي: جزاء لنوح إذ كفره قومه، وجحدوا ما جاء به، يعني إنجاء الله إياه في السفينة.
قوله: { وَلَقَد تَّرَكْنَاهَآ آيَةً } لمن بعدهم، يعني السفينة. قال بعضهم أبقاها الله بباقَرْدى من أرض الجزيرة، حتى أدركها أوائل هذه الأمة. وكم من سفينة كانت بعدها فصارت رماداً.
قال: { فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ } أي: متفكر؛ يأمرهم أن يعتبروا أو يحذروا أن ينزل بهم ما نزل بهم، فيؤمنوا. قال: { فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرٍ } أي: كان شديداً { وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنِ لِلذِّكْرِ } أي: ليذكروا الله { فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ } وهي مثل الأولى.
قال تعالى: { إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً } والصرصر الباردة الشديدة البرد، أحرقت أجوافهم، وهي ريح الدبور. قال: { فِي يَوْمِ نَحْسٍ } أي مشؤوم { مُّسْتَمِرٍّ } أي: استمر بالعذاب. { تَنزِعُ النَّاسَ } أي تنزع أرواح الناس وتصرعهم، { كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُّنقَعِرٍ } شبههم في طولهم وعظمهم بالأعجاز وهي النخل التي قد انقلعت من أصولها فسقطت على الأرض. قال تعالى: { فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرٍ } أي: كان شديداً. وهي مثل الأولى. { وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ } وهي مثل الأولى.
{ كَذَّبَتْ ثَّمُودُ بِالنُّذُرِ } أي: بالرسل، يعني صالحاً { فَقَالُواْ أَبَشَراً مِّنَّا وَاحِداً نَّتَّبِعُهُ } يعنون صالحاً { إِنَّآ إِذاً لَّفِي ضَلاَلٍ } أي: في ضلال من ديننا { وَسُعُرٍ } أي في عذاب، في تفسير الحسن. وقال مجاهد: { لَّفِي ضَلاَلٍ وَسُعُرٍ } أي: وشقاء.