التفاسير

< >
عرض

إِنَّآ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَكَانُواْ كَهَشِيمِ ٱلْمُحْتَظِرِ
٣١
وَلَقَد يَسَّرْنَا ٱلْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ
٣٢
كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ بِٱلنُّذُرِ
٣٣
إِنَّآ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ حَاصِباً إِلاَّ آلَ لُوطٍ نَّجَّيْنَاهُم بِسَحَرٍ
٣٤
نِّعْمَةً مِّنْ عِندِنَا كَذَلِكَ نَجْزِي مَن شَكَرَ
٣٥
وَلَقَدْ أَنذَرَهُمْ بَطْشَتَنَا فَتَمَارَوْاْ بِٱلنُّذُرِ
٣٦
وَلَقَدْ رَاوَدُوهُ عَن ضَيْفِهِ فَطَمَسْنَآ أَعْيُنَهُمْ فَذُوقُواْ عَذَابِي وَنُذُرِ
٣٧
-القمر

تفسير كتاب الله العزيز

قال تعالى: { إِنَّآ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ صَيْحَةً وَاحِدَةً } والصيحة: العذاب جاءهم. { فَكَانُواْ كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ } وهي تقرأ على وجهين: المحتظِر المحتظَر. وهو النبات إذا هاج فذرته الرياح فصار حظائر. وهذا تفسير من قرأ المحتظِر بكسر الظاء. ومن قرأ المحتظَر بفتح الظاء فالمعنى الذي جعل حظائر، شبههم بذلك.
قال عز وجل: { وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ } وهي مثل الأولى.
قوله عز وجل: { كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ بِالنُّذُرِ } أي: بالرسل، يعني لوطاً { إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ حَاصِباً } يعني الحجارة التي رمى بها من كان منهم خارجاً من المدينة وأهل السفر منهم وأصاب مدينتهم الخسف.
قال عز وجل: { إِلاَّ آلَ لُوطٍ } يعني من آمن منهم { نَّجَّيْنَاهُم بِسَحَرٍ } وهو قوله:
{ فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِّنَ الْمُسْلِمِينَ } [الذاريات:36]: قال عز وجل: { نِّعْمَةً مِّنْ عِندِنَا } بمعنى نجيناهم بالإنعام عليهم. { كَذَلِكَ نَجْزِي مَن شَكَرَ } أي: من آمن.
قوله عز وجل: { وَلَقَدْ أَنْذَرهُم بَطْشَتَنَا } أي: عذابنا { فَتَمَارَوْاْ بِالنُّذُرِ } أي: كذبوا بما قال لهم لوط.
قوله عز وجل: { وَلَقَدْ رَاوَدُوهُ عَن ضَيْفِهِ فَطَمَسْنَآ أَعْيُنَهُمْ فَذُوقُواْ عَذَابِي وَنُذُرِ } وهي مثل الأولى. وقد فسّرنا حديثهم في سورة هود، في حديث حذيفة بن اليمان.