التفاسير

< >
عرض

وَلَقَدْ صَبَّحَهُم بُكْرَةً عَذَابٌ مُّسْتَقِرٌّ
٣٨
فَذُوقُواْ عَذَابِي وَنُذُرِ
٣٩
وَلَقَدْ يَسَّرْنَا ٱلْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُدَّكِرٍ
٤٠
وَلَقَدْ جَآءَ آلَ فِرْعَوْنَ ٱلنُّذُرُ
٤١
كَذَّبُواْ بِئَايَاتِنَا كُلِّهَا فَأَخَذْنَاهُمْ أَخْذَ عِزِيزٍ مُّقْتَدِرٍ
٤٢
أَكُفَّٰرُكُمْ خَيْرٌ مِّنْ أُوْلَٰئِكُمْ أَمْ لَكُم بَرَآءَةٌ فِي ٱلزُّبُرِ
٤٣
أَمْ يَقُولُونَ نَحْنُ جَمِيعٌ مُّنتَصِرٌ
٤٤
سَيُهْزَمُ ٱلْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ ٱلدُّبُرَ
٤٥
بَلِ ٱلسَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَٱلسَّاعَةُ أَدْهَىٰ وَأَمَرُّ
٤٦
إِنَّ ٱلْمُجْرِمِينَ فِي ضَلاَلٍ وَسُعُرٍ
٤٧
-القمر

تفسير كتاب الله العزيز

وقوله عز وجل: { وَلَقَدْ صَبَّحَهُم بُكْرَةً عَذَابٌ مُّسْتَقِرٌّ } أي: استقر بهم العذاب. قال عز وجل: { فَذُوقُواْ عَذَابِي وَنُذُرِ وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مَّدَّكِرٍ } وهي مثل الأولى.
قال تعالى: { وَلَقَدْ جَآءَ آلَ فِرْعَوْنَ النُّذُرُ } أي الرسل؛ يعني موسى وهارون علهيما السلام { كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا كُلِّهَا } يعني التسع، أي: اليد والعصا والطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم، وقال عز وجل: { وَلَقَدْ أَخَذْنَآ آلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِّنَ الثَّمَرَاتِ }. قال عز وجل: { فَأَخَذْنَاهُمْ أَخْذَ عَزِيزٍ مُّقْتَدِرٍ } أي على خلقه. أي: عذبهم بالغرق.
قال عز وجل: { أَكُفَّارُكُمْ } [يعني أهل مكة] { خَيْرٌ مِّنْ أُولاَئِكُم } يعني من أهلك من الأمم السالفة، أي: ليسوا بخير منهم، كانوا أشد منهم قوة وأكثر أموالاً وأولاداً.
قال عز وجل: { أَمْ لَكُم بَرَآءَةٌ فِي الزُّبُرِ } أي: براءة من العذاب في الكتب { أَمْ يَقُولُونَ نَحْنُ جَمِيعٌ مُّنتَصِرٌ } أي [بل يقولون] نحن جميع منتصر. { سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ } يعني يوم بدر.
{ بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ } تفسير موعدهم هذا بعذاب الاستئصال يعني كفار آخر هذه الأمة، في تفسير الحسن. { وَالسَّاعَةُ أَدْهَى } أي من تلك الأحداث التي أهلك الله بها الأمم السالفة. { وَأَمَرُّ } أي: وأشد. قال الحسن: إن الله معذب كفار آخر هذه الأمة بعذاب لم يعذب به أمة من الأمم، وهي النفخة الأولى.
قوله عز وجل: { إِنَّ الْمُجْرِمِينَ } أي: المشركين { فِي ضَلاَلٍ } أي: عن الهدى { وَسُعُرٍ } أي في عذاب، في تفسير الحسن. وقال مجاهد: (فِي سُعُرٍ) أي: في شقاء.