وقوله عز وجل: { وَلَقَدْ صَبَّحَهُم بُكْرَةً عَذَابٌ مُّسْتَقِرٌّ } أي: استقر بهم
العذاب. قال عز وجل: { فَذُوقُواْ عَذَابِي وَنُذُرِ وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن
مَّدَّكِرٍ } وهي مثل الأولى.
قال تعالى: { وَلَقَدْ جَآءَ آلَ فِرْعَوْنَ النُّذُرُ } أي الرسل؛ يعني موسى وهارون
علهيما السلام { كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا كُلِّهَا } يعني التسع، أي: اليد والعصا والطوفان
والجراد والقمل والضفادع والدم، وقال عز وجل: { وَلَقَدْ أَخَذْنَآ آلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ
وَنَقْصٍ مِّنَ الثَّمَرَاتِ }. قال عز وجل: { فَأَخَذْنَاهُمْ أَخْذَ عَزِيزٍ
مُّقْتَدِرٍ } أي على خلقه. أي: عذبهم بالغرق.
قال عز وجل: { أَكُفَّارُكُمْ } [يعني أهل مكة] { خَيْرٌ مِّنْ أُولاَئِكُم } يعني من
أهلك من الأمم السالفة، أي: ليسوا بخير منهم، كانوا أشد منهم قوة وأكثر أموالاً
وأولاداً.
قال عز وجل: { أَمْ لَكُم بَرَآءَةٌ فِي الزُّبُرِ } أي: براءة من العذاب في الكتب
{ أَمْ يَقُولُونَ نَحْنُ جَمِيعٌ مُّنتَصِرٌ } أي [بل يقولون] نحن جميع منتصر. { سَيُهْزَمُ
الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ } يعني يوم بدر.
{ بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ } تفسير موعدهم هذا بعذاب الاستئصال يعني كفار
آخر هذه الأمة، في تفسير الحسن. { وَالسَّاعَةُ أَدْهَى } أي من تلك الأحداث التي
أهلك الله بها الأمم السالفة. { وَأَمَرُّ } أي: وأشد. قال الحسن: إن الله معذب
كفار آخر هذه الأمة بعذاب لم يعذب به أمة من الأمم، وهي النفخة الأولى.
قوله عز وجل: { إِنَّ الْمُجْرِمِينَ } أي: المشركين { فِي ضَلاَلٍ } أي: عن
الهدى { وَسُعُرٍ } أي في عذاب، في تفسير الحسن. وقال مجاهد: (فِي سُعُرٍ) أي:
في شقاء.