التفاسير

< >
عرض

يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي ٱلنَّارِ عَلَىٰ وُجُوهِهِمْ ذُوقُواْ مَسَّ سَقَرَ
٤٨
إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ
٤٩
-القمر

تفسير كتاب الله العزيز

{ يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ } أي: تسحبهم الملائكة { ذُوقُوا } أي: يقال لهم في النار: ذوقوا { مَسَّ سَقَرَ } سقر اسم من أسماء جهنم.
قوله عز وجل: { إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ } ذكروا عن سعيد بن جبير عن علي قال: كل شيء بقدر حتى هذه ووضع إصبعه السبابة على طرف لسانه، ثم وضعها على طرف إبهامه اليسرى.
ذكروا عن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" لا يؤمن العبد حتى يؤمن بأربعة: يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله، بعثني بالحق، ويؤمن بالبعث بعد الموت، ويؤمن بالقدر" .
ذكروا عن عطاء بن السايب عن علي قال: لا يجد عبد طعم حقيقة الإيمان حتى يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه.
ذكروا عن عبد الله بن دينار عن عبد الله بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بينما هو في ملإٍ من أصحابه إذ أقبل رجل حتى سلم على النبي صلى الله عليه وسلم والملأ، فرد عليه السلام فقال:
"يا محمد، ألا تخبرني ما الإيمان؟ فقال: الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والبعث بعد الموت والحساب والميزان والجنة والنار، والقدر خيره وشره. قال فإذا فعلت ذلك فأنا مؤمن؟ قال: نعم. قال صدقت. فعجب أصحاب النبي عليه السلام من قوله: صدقت. ثم قال: يا محمد، ألا تخبرني ما الإسلام؟ قال: الإسلام أن تقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج بيت الله الحرام، وتغتسل من الجنابة، قال: فإذا فعلت ذلك فقد أسلمت؟ قال: نعم. قال: صدقت. قال: يا محمد، ألا تخبرني ما الإحسان؟ قال الإحسان أن تخشى الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك. قال فإذا فعلت ذلك فقد أحسنت؟ قال: نعم. قال: صدقت. قال: يا محمد، ألا تخبرني متى الساعة؟ قال: سبحان الله العظيم ثلاث مرات، ما المسؤول عنها بأعلم من السائل، إن الله استأثر بعلم خمسة لم يطلع عليها أحد { إِنَّ اللهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَداً وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ } [لقمان:34] ولكن سأخبرك بشيء يكون قبلها: حين تلد الأَمَةُ ربَّها وحين يتطاول أهل البناء في البنيان وتصير الحفاة العراة على رقاب الناس. قال: ثم تولى الرجل فاتبعه رسول الله صلى الله عليه وسلم بطرفه حيناً طويلاً، قال: ثم رد طرفه فقال: هل تدرون من هذا؟ قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: هذا جبريل جاءكم يعلمكم أمر دينكم فتعلموا" .
ذكروا أن عبد الله بن مسعود قال: ما كفر قوم بعد نبوءة إلا كان مفتاح ذلك التكذيب بالقدر.
ذكروا عن عمران عن الحسن قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"بني الإسلام على ثلاثة: الجهاد ماض منذ بعث الله نبيه إلى آخر فئة من المسلمين تكون هي التي تقاتل الدجال لا ينقضه جور من جار، والكف عند ما لا تعلم، والمقادير خيرها وشرها" . ذكروا عن يحيى بن كثير عن رجاء بن حيوة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنما أخاف على أمتي حيف الأئمة والتصديق بالنجوم والتكذيب بالقدر" .
ذكروا عن أبي العجاج الأزدي قال: قلت لسلمان الفارسي: ألا تخبرني عن القدر وعن الإيمان بالقدر. قال: تعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك، ولا تقل لولا كذا لم يكن كذا.