التفاسير

< >
عرض

وَمَآ أَمْرُنَآ إِلاَّ وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِٱلْبَصَرِ
٥٠
وَلَقَدْ أَهْلَكْنَآ أَشْيَاعَكُمْ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ
٥١
وَكُلُّ شَيْءٍ فَعَلُوهُ فِي ٱلزُّبُرِ
٥٢
وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ مُّسْتَطَرٌ
٥٣
إِنَّ ٱلْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ
٥٤
فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرٍ
٥٥
-القمر

تفسير كتاب الله العزيز

قوله عز وجل: { وَمَآ أَمْرُنَآ إِلاَّ وَاحِدَةٌ كَلَمْحِ بِالْبَصَرِ } كقول الله عز وجل: { وَمَآ أَمْرُ السَّاعَةِ إِلاَّ كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ } [النحل:77] أي: بل هو أقرب. تفسير الحسن: أي إذا جاء عذاب كفار آخر هذه الأمة بالنفخة الأولى.
قوله عز وجل: { وَلَقَدْ أَهْلَكْنَآ أَشْيَاعَكُمْ } أي: الذين على دينكم ومنهاجكم يقوله للمشركين: أي من أهلك من الأمم السالفة. { فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ } أي: من متفكر، يخوّفهم العذاب ويحذرهم.
قوله عز وجل: { وَكُلُّ شَيْءٍ فَعَلُوهُ فِي الزُّبُرِ } أي: في الكتب، أي: قد كتب عليهم. { وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ مُّسْتَطَرٌ } أي: مكتوب مسطر.
قوله عز وجل: { إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ }، يعني جميع الأنهار، كقوله عز وجل:
{ وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَآئِهَا } [الحاقة:17] يعني بالملك جماعة الملائكة. وكقوله: { وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ } [النحل: 16] يعني جماعة النجوم. وكقوله: { وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ } [النور:41] يعني جماعتها. وأنهار الجنة تجري في غير أخدود: الماء والعسل واللبن والخمر، وهو أبيض كله. فطين النهر مسك أذفر، ورضراضه الدر والياقوت، وحافاته قباب اللؤلؤ. قال تعالى: { فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرٍ }. أي عند الله. أي: إن الجنة في السماء والنار في الأرض.