التفاسير

< >
عرض

فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ
١٣
خَلَقَ ٱلإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ كَٱلْفَخَّارِ
١٤
وَخَلَقَ ٱلْجَآنَّ مِن مَّارِجٍ مِّن نَّارٍ
١٥
-الرحمن

تفسير كتاب الله العزيز

قوله عز وجل: { فَبِأَيِّ آلآءِ رَبَّكُمَا تُكَذِّبَانِ } يعني الثقلين: الجن والإنس.
قال تعالى: { خَلَقَ الإِنسَانَ } يعني ءادم { مِن صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ } وهو التراب اليابس الذي يسمع له صلصلة. وقال مجاهد: الذي قد صلَّ، أي: أنتن.
قوله عز وجل: (كَالْفَخَّارِ) له صوت كالفخار المتكسر إذا حرّك. وكان آدم في حالات قبل أن ينفخ فيه الروح. قال تعالى في آية أخرى:
{ مِن طِينٍ } [السجدة:7]. وقال: { مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ } [الحجر:26] أي: من طين منتن فيما ذكروا عن عطاء بن السايب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس.
قال تعالى: { وَخَلَقَ الْجَآنَّ } يعني إبليس { مِن مَّارِجٍ مِّن نَّارٍ }. تفسير الحسن: من لسان النار ولهبها. قال ابن عباس: من خالص النار. وقال مجاهد: من اللهب الأحمر والأصفر والأخضر. يعني الاختلاط. كقوله تعالى:
{ فِى أَمْرٍ مَّرِيجٍ } [سورة ق:5] أي: ملتبس، وهو المختلط.