التفاسير

< >
عرض

فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ
٣٠
سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَ ٱلثَّقَلاَنِ
٣١
فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ
٣٢
يٰمَعْشَرَ ٱلْجِنِّ وَٱلإِنسِ إِنِ ٱسْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذُواْ مِنْ أَقْطَارِ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ فَٱنفُذُواْ لاَ تَنفُذُونَ إِلاَّ بِسُلْطَانٍ
٣٣
فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ
٣٤
يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِّن نَّارٍ وَنُحَاسٌ فَلاَ تَنتَصِرَانِ
٣٥
فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ
٣٦
-الرحمن

تفسير كتاب الله العزيز

قال تعالى: { فَبِأَيِّ آلآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ }.
قوله عز وجل: { سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهََ الثَّقَلاَنِ } أي: الجن والإِنس، أي: سنحاسبكم ونعذّبكم. وهي كلمة وعيد، يعني المشركين منهم. قال: { فَبِأَيِّ آلآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ }.
قوله تعالى: { يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإِنسِ } يعني المشركين منهم { إِنِ اسْتَطَعْتُم أَن تَنفُذُواْ مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ } أي: من نواحيها { فَانفُذُواْ لاَ تَنفُذُونَ إِلاَّ بِسُلْطَانٍ } الله عليكم في تفسير الحسن: وقال مجاهد: إلا بحجة.
ذكروا عن عطاء بن يزيد قال: يبعث الله خوفاً على أهل الأرض قبل أن ينفخ في الصور، فترجف بهم الأرض، مساكنهم وأفئدتهم، فيخرجون حتى يأتوا أنشف البحر، فيجتمع فيه الإنس والجن والشياطين. فيلبثون ما شاء الله أن يلبثوا، ثم يقول الشياطين بعضهم لبعض: ما يحبسنا؟ هلموا لنلتمس المخرج، فيخرجون حتى يأتوا الأفق من قبل مغرب الشمس فيجدونه قد سدّ عليه الحفظة، فيرجعون إلى الناس، فيلبثون لبثاً. ثم يقول بعضهم لبعض ما حبسنا، هلموا فلنلتمس المخرج. فيخرجون حتى يأتوا الخافق من قبل مطلع الشمس، فيجدونه قد سدّ عليه الحفظة، فيرجعون إلى الناس. فبينما هم كذلك إذ أشرفت عليهم الساعة، فنادى مناد: أيها الناس، أتى أمر الله، فما المرأة بأشد استماعاً لها من الوليد في حجرها، فينفخ في الصور.
قال تعالى: { فَبِأَيِّ آلآءِ } أي: نعماء { رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ }.
قال تعالى: { يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا } يعني الكفار من الجن والإِنس { شُوَاظٌ مِّن نَّارٍ } وهو اللهب الذي لا دخان فيه { وَنُحَاسٌ } وهو الدخان الذي لا لهب فيه، وهو تفسير ابن عباس. وهي تقرأ على وجه آخر: { مِن نَّارٍ وَنُحَاسٍ }، وهي قراءة عبد الرحمن الأعرج، يقول: { يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِّن نَّارٍ وَنُحَاسٍ) يقول: من لهب ودخان. قال الله: { فَلاَ تَنتَصِرَانِ } أي: لا تمتنعان. { فَبِأَيِّ آلآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ }.