التفاسير

< >
عرض

مُّتَّكِئِينَ عَلَيْهَا مُتَقَابِلِينَ
١٦
يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُّخَلَّدُونَ
١٧
بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِّن مَّعِينٍ
١٨
لاَّ يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلاَ يُنزِفُونَ
١٩
وَفَاكِهَةٍ مِّمَّا يَتَخَيَّرُونَ
٢٠
وَلَحْمِ طَيْرٍ مِّمَّا يَشْتَهُونَ
٢١
-الواقعة

تفسير كتاب الله العزيز

قال تعالى: { مُّتَّكِئِينَ عَلَيْهَا مُتَقَابِلِينَ } قال: لا ينظر بعضهم إلى قفا بعض وتفسير الكلبي: يقابل بعضهم بعضاً. قال بعضهم: بلغنا أن ذلك في الزيارة إذا تزاوروا.
قوله عز وجل: { يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُّخَلَّدُونَ } أي: لا يموتون ولا يشيبون عن منازل الوصفاء، خلدوا على تلك الحال لا يتحولون عنها.
قال تعالى: { بِأَكْوَابٍ } يسمى كوباً، والعرب تسمية كوزاً، وهو المدور القصير العنق القصير العروة. قال تعالى: { وَأَبَارِيقَ } وهو المستطيل الطويل العنق الطويل العروة، وهو بالفارسية أبواه. قال تعالى:
{ وَكَأْسٍ مِّن مَّعِينٍ } أي: ظاهرة. { لاَّ يُصَدَّعُونَ عَنْهَا } أي: عن الخمر، أي: لا يصيبهم عليها صداع { وَلاَ يُنزِفُونَ } ولا تذهب عقولهم، أي: لا يسكرون، ولا يبولون ولا يتغوطون لا يمتخطون.
قال تعالى: { وَفَاكِهَةٍ مِّمَّا يَتَخَيَّرُونَ } أي: إذا اشتهوا الشعب من الشجرة انقض إليهم، فأكلوا منه أي الثمار شاءوا، إن شاءوا قياماً أو قعوداً أو مستلقين، وهو قوله:
{ وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ دَانٍ } [الرحمن:54].
قال: { وَلَحْمِ طَيرٍ مِّمَّا يَشْتَهُونَ } ذكروا عن الحسن قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"والذي نفسي بيده إن في الجنة طيراً مثل البخت، فقال أبو بكر: إن ذلك لطير ناعم. قال: والذي يأكل منها أنعم، وإني لأرجو أن تأكل منها يا أبا بكر" .
ذكروا أن الطير تصف بين يدي الرجل، فإذا اشتهى أحدها اضطرب ثم صار بين يديه نضيجاً.
ذكروا عن علي بن أبي طالب قال: إذا اشتهوا الطعام جاءتهم طيور خضر فترفع أجنحتها، فيأكلون من جنوبها أي الألوان شاءوا، وفيها من كل لون، يأكلونها ثم تطير فتذهب. وبلغنا أن الطير تصف بين يديه فرسخاً، فالطير أمثال الإِبل؛ فيقول الطير: يا ولي الله أما أنا فقد رعيت في وادي كذا وكذا وأكلت من ثمار كذا وكذا، فَكُلْ مني. فإذا اشتهى حسن الطير واشتهى صفته فوقع ذلك في نفسه قبل أن يتكلم وقع ذلك الطير على مائدته نصفه قدير ونصفه شواء، فيأكل منها مقدار أربعين سنة، كلما شبع ألقي عليه ألف باب من الشهوة. قالها ثلاث مرات.