التفاسير

< >
عرض

وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ
٣٢
لاَّ مَقْطُوعَةٍ وَلاَ مَمْنُوعَةٍ
٣٣
وَفُرُشٍ مَّرْفُوعَةٍ
٣٤
إِنَّآ أَنشَأْنَاهُنَّ إِنشَآءً
٣٥
فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَاراً
٣٦
عُرُباً أَتْرَاباً
٣٧
-الواقعة

تفسير كتاب الله العزيز

قوله عز وجل: { وَفَكِهَةٍ كَثِيرَةٍ لاَّ مَقْطُوعَةٍ وَّلاَ مَمْنُوعَةٍ }. ذكروا عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "والذي نفسي بيده إن أهل الجنة ليتناولون من قطوفها وهم متكئون على فرشهم، فما تصل إلى في أحدهم حتى يبدل الله مكانها أخرى" .
قال الحسن: { لاَ مَقْطُوعَةٍ } أي ليس ثمارها مثل ثمار الدنيا لها زمن تكون فيه ثم تنقطع، { وَلاَ مَمْنُوعَةٍ } أي: إن لثمار الدنيا من يمنعها وثمار الجنة لا تمنع.
قال: { وَفُرُشٍ مَّرْفُوعَةٍ } أي بعضها فوق بعض. ذكر بعض أصحاب النبي عليه السلام أن ارتفاعها من الأرض قدر مائة خريف، يعني مائة سنة.
قوله تعالى: { إِنَّآ أَنشَأَنَاهُنَّ } أي: ابتدأنا خلقهن، يعني نساء أهل الجنة { إِنشَآءً } أي: خلقاً. { فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَاراً } أي عذارى. { عُرُباً }. قال الحسن: العرب: العاشقات لأزواجهن. وبعضهم يقول: المحبّبات لأزواجهن، أي: هم عاشقون لهن. وبعضهم يقول: الغَنِجات.
قال: { أَتْرَاباً } أي: على سن واحدة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"إن أهل الجنة لا يدخلونها كلهم رجالهم ونساؤهم إلا على نحو ثلاث وثلاثين سنة، على طول آدم، وطوله ستون ذراعاً. والله أعلم بأي ذراع، لا يتغوطون ولا يبولون، ولا يمتخطون. والنساء عرب أتراب لا يلدن ولا يحضن ولا يمتخطن ولا يقضين حاجة، أي: ليس فيهن قذر" .
ذكر الحسن أن امرأة من عمات النبي عليه السلام قالت: يا رسول الله: ادع الله أن يجعلني معك في الجنة. قال: "يا عمة، إن الجنة لا يدخلها عجوز. ففزعت من ذلك فقال: إن الله جعلهن شَوَابَّ أبكاراً" .
قال الحسن: يجعل العجوز شابة، والمولودة الصغيرة يُشِبُّها حتى تكون بنت ثلاث وثلاثين سنة. يعني قوله: { إِنَّآ أَنشَأْنَاهُنَّ إِنشَآءً فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَاراً عُرُباً أَتْرَاباً }.