التفاسير

< >
عرض

وَأَصْحَابُ ٱلشِّمَالِ مَآ أَصْحَابُ ٱلشِّمَالِ
٤١
فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ
٤٢
وَظِلٍّ مِّن يَحْمُومٍ
٤٣
لاَّ بَارِدٍ وَلاَ كَرِيمٍ
٤٤
إِنَّهُمْ كَانُواْ قَبْلَ ذَلِكَ مُتْرَفِينَ
٤٥
-الواقعة

تفسير كتاب الله العزيز

قوله: { وَأَصْحَابُ الشِّمَالِ مَآ أَصْحَابُ الشِّمَالِ } وهم أهل النار { فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ } في نار وحميم، أي الشراب الذي لا يستطاع من حره. قال: { وَظِلٍّ مِّن يَحْمُومٍ } أي: من دخان، [واليحموم الدخان الشديد السواد] وهو قوله: { انطَلِقُواْ إِلَى ظِلٍّ ذِي ثَلاَثِ شُعَبٍ لاَّ ظَلِيلٍ وَلاَ يُغْنِي مِنَ اللَّهَبِ } [المرسلات: 30-31] يُنطَلَق بهم عند الفراغ من حسابهم ويُساقون إلى النار. ثم يبعث الله إليهم ملكاً فيقول للخزنة: { وَقِفُوهُم إِنَّهُم مَّسْؤُولُونَ } [الصافات:24] أي: عن أعمالهم الخبيثة، فيحبسون قبل أن يصلوا إلى النار، فيخرج عنق من النار فيحبط بهم جميعاً فيغشاهم الحرّ والغشيان. وذلك قوله عز وجل: { أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا } [الكهف:29] ثم يخرج من النار دخان أسود مظلم غليظ شديد حتى يكون فوق رؤوسهم. ثم يتفرق ذلك الظل ثلاث فرق فوقهم على السرادقات، فينطلق كل قوم من شدة الحر الذي أصابهم من حر السرادق، فذلك قوله: { انطَلِقُواْ إِلَى ظِلٍّ ذِي ثَلاَثِ شُعَبٍ لاَّ ظَلِيلٍ وَلاَ يُغْنِي مِنَ اللَّهَبِ }.
قال تعالى: { لاَّ بَارِدٍ } أي: لا بارد في الظل { وَلاَ كَرِيمٍ } أي: في المنزل. والكريم: الحسن.
قال تعالى: { إِنَّهُمْ كَانُواْ قَبْلَ ذَلِكَ مُتْرَفِينَ } هو كقوله عز وجل:
{ إِنَّهُ كَانَ فِي أَهْلِهِ مَسْرُوراً } [الانشقاق:13]. والمترفون أهل السعة والنَّعمة في الدنيا، يعني المشركين.
ذكروا عن الحسن قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر" .