التفاسير

< >
عرض

فَسَبِّحْ بِٱسْمِ رَبِّكَ ٱلْعَظِيمِ
٧٤
فَلاَ أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ ٱلنُّجُومِ
٧٥
وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ
٧٦
إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ
٧٧
فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ
٧٨
لاَّ يَمَسُّهُ إِلاَّ ٱلْمُطَهَّرُونَ
٧٩
تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ ٱلْعَالَمِينَ
٨٠
أَفَبِهَـٰذَا ٱلْحَدِيثِ أَنتُمْ مُّدْهِنُونَ
٨١
وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ
٨٢
-الواقعة

تفسير كتاب الله العزيز

قال تعالى: { فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ } قال بعضهم: بلغنا أنها لما نزلت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اجعلوها في ركوعكم. ولما نزلت: { سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى } [الأعلى:1] قال: اجعلوها في سجودكم" .
قوله عز وجل: { فَلآ أُقْسِمُ } وهذا قسم. وأسم ولا أقسم واحد. قال تعالى: { بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ } أي نجوم القرآن، وهي تقرأ بموقع النجوم، أي بنزول الوحي، فيما ذكر عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس.
وتفسير الحسن: يعني الكواكب إذا انتثرت يوم القيامة. وبعضهم يقول: النجوم إذا غابت. وقال مجاهد: موقع نجوم السماء.
قال: { وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ إِنَّهُ لَقُرْءَانٌ كَرِيمٌ } أقسم بمواقع النجوم إن هذا القرآن كريم أي: على الله. { فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ } أي: عند الله، بأيدي السفرة الكرام البررة. { لاَ يَمَسُّهُ إِلاَّ الْمُطَهَّرُونَ } أي: من الذنوب، يعني الملائكة { تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ } أي: نزل به جبريل. وفيها تقديم؛ يقول: نزل من رب العالمين في كتاب مكنون لا يمسّه إلا المطهّرون.
قال: { أَفَبِهَذَا الْحَدِيثِ } يعني القرآن { أَنتُم مَّدْهِنُونَ } أي: تاركون له، يقوله للمشركين. كقوله عز وجل:
{ وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ } [القلم:9] أي: ودوا لو تدع هذا الأمر الذي بعثت به فيدعونه. قال: { وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ } كقوله: { أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللهِ كُفْراً } [إبراهيم:28].