التفاسير

< >
عرض

وَمَا لَكُمْ لاَ تُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ لِتُؤْمِنُواْ بِرَبِّكُمْ وَقَدْ أَخَذَ مِيثَاقَكُمْ إِن كُنتُمْ مُّؤْمِنِينَ
٨
هُوَ ٱلَّذِي يُنَزِّلُ عَلَىٰ عَبْدِهِ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لِّيُخْرِجَكُمْ مِّنَ ٱلظُّلُمَاتِ إِلَى ٱلنُّورِ وَإِنَّ ٱللَّهَ بِكُمْ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ
٩
وَمَا لَكُمْ أَلاَّ تُنفِقُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ لاَ يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ ٱلْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَـٰئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ ٱلَّذِينَ أَنفَقُواْ مِن بَعْدُ وَقَاتَلُواْ وَكُلاًّ وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلْحُسْنَىٰ وَٱللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ
١٠
-الحديد

تفسير كتاب الله العزيز

قال عز وجل: { وَمَا لَكُمْ لاَ تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ لِتُؤمِنُواْ بِرَبِّكُمْ وَقَدْ أَخَذَ مِيثَاقَكُم } أي: في صلب آدم عليه السلام. قال تعالى: { إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ } أي: إن كنتم مؤمنين بالله وبالرسول فأنتم مؤمنون بذلك الميثاق. وإن كفرتم بالله وبالرسول فأنتم كافرون بذلك الميثاق.
قوله عز وجل: { هُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ عَلَى عَبْدِهِ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ } أي: القرآن { لِّيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ } أي: من الضَّلاَلَةِ إِلَى الْهُدَى يعني من أراد الله أن يهديه. قال: { وَإِنَّ اللهَ بِكُمْ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ }.
قوله عزّ وجل: { وَمَا لَكُم أَلاَّ تُنفِقُواْ فِي سَبِيلِ اللهِ } رجع إلى الكلام الأول: { وَأَنفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُم مُّسْتَخْلَفِينَ فِيهِ }. قال تعالى: { وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ } يعني يبقى بعد كل شيء ويهلك كل شيء. كقوله عزّ وجلّ:
{ إِنَّا نَحْنُ نَرِثُ الأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْهَا وَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ } [مريم:40].
قال تعالى: { لاَ يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ } [فيها تقديم: لا يستوي من أنفق منكم من قبل الفتح وقاتل]، وهو فتح مكة { أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُواْ مِن بَعْدُ وَقَاتلُوا وَكُلاًّ وَعَدَ اللهُ الْحُسْنَى } أي: الجنة، من أنفق وقاتل قبل فتح مكة وبعده. قال: { وَاللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ }.
ذكروا عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" لا هجرة بعد فتح مكة" .
ذكروا عن صفوان بن أمية وسهيل بن عمرو ورجلين آخرين قدموا على النبي صلى الله عليه وسلم من مكة فقال: "ما جاء بكم؟ فقالوا: سمعنا أنه لا إيمان لمن لم يهاجر. فقال: إن الهجرة قد انقطعت ولكن جهاد ونية وحسبة. ثم قال: أقسمت عليك يا أبا وهب لترجعن إلى أباطح مكة" .