التفاسير

< >
عرض

مَّن ذَا ٱلَّذِي يُقْرِضُ ٱللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ
١١
يَوْمَ تَرَى ٱلْمُؤْمِنِينَ وَٱلْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَىٰ نُورُهُم بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِم بُشْرَاكُمُ ٱلْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِيمُ
١٢
-الحديد

تفسير كتاب الله العزيز

قوله: { مَن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللهَ قَرْضاً حَسَناً } [أي: محتسباً] وهذا في لنفقة في سبيل الله وفي صدقة التطوع { فَيُضَاعِفَهُ لَهُ } وتفسيره في سورة البقرة: { مَثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّاْئَةُ حَبَّةٍ وَاللهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَآءُ وَاللهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ } [البقرة:261].
ذكروا عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"قال الله عز وجل: كل حسنة يعملها ابن آدم بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلا الصيام فهو لي وأنا أجازي به الجنة" .
ذكروا عن الحسن قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما أنفق عبد من نفقة أفضل من نفقة قول" .
قال تعالى: { وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ } أي: ثواب كريم، وهو الجنة.
قوله عز وجل: { يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُم بَيْنَ أَيْدِيهِمْ } أي: يقودهم إلى الجنة { وَبِأَيْمَانِهِم بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ } أي: وبأيمانهم كتبهم, وهي بشراهم بالجنة, وذلك على الصراط. ومثلها في سورة يا أيها النبي لم تحرم في قوله تعالى:
{ يَوْمَ لاَ يُخْزِي اللهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ } [التحريم:8] قال تعالى: { خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ } أي: النجاة العظيمة من الجنة إلى النار.